تعددت الطرق إلى قصر الاتحادية، واختلفت أساليب المناورة والمواءمات والاسترضاء التى اتبعها عدد من المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية المقبلة، لكسب تأييد القوى السياسية، وأصوات الناخبين. وتتشابه معظم هذه الأساليب، مع التي اتبعتها جماعة الإخوان "الإرهابية" وزياراتها للقوى السياسية والأحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، في انتخابات الرئاسة الماضية، وكان شعارها خلال هذه الاجتماعات، "هز الرأس" بالموافقة على جميع المبادرات والمقترحات حول مشروع انتخابي وهمي، أسموه فى ذلك التوقيت ب"مشروع النهضة" قبل أن يكتشف المصريون حقيقته ويسقطون فى 30 يونيو مشروع التمكين والتقسيم الذي جاءت من أجله الجماعة. على خطا الإخوان، وعلى أسلوب حملات "طرق الأبواب"، يسير حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، ويعلن موافقته على جميع المبادرات والمقترحات التى يتعارض بعضها مع الآخر، من أجل إعلان الاحزاب والقوى السياسية دعمه وتأييده في ماراثون الترشح للرئاسة، وتحقيق حلمه بالوصول إلى قصر الاتحادية. وتوحدت رؤى التحالف الشعبي الاشتراكي، الذي يحمل أفكارا وبرنامجا اشتراكيا يؤمن بتأميم المؤسسات والقضاء على الملكية الخاصة، مع رؤى الحزب المصري الديمقراطي، الداعية أهدافه وبرامجه إلى التوسع فى دعم الاستثمارات والملكية الخاصة، ليعيد إلى الأذهان التوافق (الوهابي – اليساري)، اللذين تمثلا فى حزب النور وحركة الاشتراكيين الثوريين فى ذلك التوقيت، على دعم محمد مرسي مرشح الجماعة الإرهابية. وقبل أسابيع، أعلن التحالف الشعبي عن دعمه المبدئي لحمدين صباحي فى الانتخابات الرئاسية المقبلة وصرح عبد الغفار شكر ل"البوابة نيوز" بعد الاجتماع الذي جمعه بصباحي أن المرشح أبدى موافقته على مقترحات الحزب وأظهر تفهمه لرؤية "التحالف" المتعلقة بالمرحلة الراهنة, وكذلك موافقته على مقترحات الحزب بشأن برنامجه الانتخابي وآليات تطبيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الإرهاب لتسفر نتائج الاجتماع عن إعلان مبدئي لدعم المرشح وفق استجابته لكل مطالب الحزب. فيما أسفرت نتائج اجتماعه مع قيادات الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي عن توافقه مع رؤية الحزب للمرحلة الراهنه ومتطلباته من الرئيس خلال السنوات المقبلة، إلا أن الحزب رفض إعلان الدعم له قبل رؤية جميع البرامج ومقابلة كل المرشحين للرئاسة، واستطلاع آراء أعضائه وقواعده، وإجراء عملية تصويت بشأن المرشح الذي يدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ثم يعلن ذلك القرار بشكل ديمقراطي. فيما جاءت تصريحات حمدين صباحي، أمس السبت، بعد اجتماعه بقيادات حزب الدستور لتؤكد حرص المرشح على حشد تأييد الأحزاب له، رغم اختلاف رؤاها وتوجهاتها بطبيعة الحال وتعارض أهدافها فى الكثير من الأحيان، حيث صرح بأنه يأمل فى إعلان دعم حزب الدستور له، لتقارب المسافات بينهم والاتفاق على الكثير من النقاط فى برنامجه الانتخابي. ولم يختلف لقاء صباحي بقيادات حزب العدل وكذلك جبهة الشباب الديمقراطي عن جميع الاجتماعات التى حضرها مع الأحزاب خلال الفترة الماضية، التى أبدى خلالها موافقته على جميع المقترحات وتوافقه مع جميع الرؤى فى سبيل دعم الأحزاب والحركات الشبابية له. فيما انتقد الكثير من السياسيين، طرح مؤسس التيار الشعبي لنفسه كمرشح للشباب. وأكد عاطف مغاوري، القيادي بجبهة الإنقاذ، أن طرح صباحي لنفسه كمرشح لشباب الثورة، يؤدي إلى صراع أجيال حاول الكثير خلقه من قبل، لافتا إلى أن هذا الطرح لا يختلف كثيرا عن ادعاء الجماعة الإرهابية أنها تمثل الدين الإسلامي الصحيح والمكلفه بتطبيقه. وحذر الدكتور رفعت السعيد، أمين المجلس الاستشاري لحزب التجمع، من استخدام حمدين صباحي لبعض رموز حركة تمرد، فى مؤتمر إعلان ترشحه وما يؤديه من شق لصف الحركة ونشوب الصراعات داخلها بعد إعلانها من قبل دعمها للمشير عبدالفتاح السيسي، وهو ما حدث خلال جميعتها العمومية بمركز شباب الجزيرة مطلع الشهر الماضي. وأضاف "السعيد" فى تصريحاته ل"البوابة نيوز" فى ذلك التوقيت، أن الحرص على تماسك حلف 30 يونيو أهم من المكاسب الشخصية أو الحزبية الضيقة لافتا إلى أن أوراق اعتماد أى مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، يجب أن يتصدرها الحرص على تماسك هذه القوى، وليس تفتيتها من أجل الحصول على دعم بعض الأشخاص منها، مثلما فعلت جماعة الإخوان. ولم ينس "صباحي" خلال هذه الجولات الاستعانة بشعارات جوفاء ووعود براقة مثل التى رفعتها جماعة الإخوان، للمتاجرة بالثورة وأحلام البسطاء, دون إعلان موقف محدد ربما يتعارض مع البعض لكنه لا يصطدم بثوابت معلنة يستند عليها المرشح لطرح نفسه وبرنامجه، ويستند عليها المصريون فى اختياراتهم أمام صناديق الاقتراع.