أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين اعتزازه بالعلاقات التاريخية التي تربط مصر والأردن، ودعمه لكل مقترحات التعاون التى يتم مناقشتها، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. جاء ذلك خلال استقباله أمس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء في زيارة للمملكة الأردنية للمشاركة في أعمال الدورة ال29 للجنة العليا المشتركة بين البلدين. وطلب الملك عبد الله الثانى خلال اللقاء نقل تحياته إلى أخيه الرئيس السيسي، وتطلعه للقائه قريبًا، مجددًا تأكيده على اعتزازه الشخصى بما يربط مصر والأردن من علاقات فريدة على كافة المستويات الشعبية والحكومية، مُعربًا عن سعادته بوجود الوفد الوزاري المصري رفيع المستوى المشارك في اجتماعات اللجنة المشتركة، خاصة في ضوء حجم التعاون الكبير بين البلدين الشقيقين مصر والأردن. من جانبه، نقل الدكتور مصطفى مدبولى لملك الأردن تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتطلعه للقاء الملك عبد الله الثانى قريبًا، وتمنيات الرئيس بدوام الاستقرار والتقدم والازدهار للمملكة الأردنية الهاشمية وشعبها الشقيق تحت القيادة الرشيدة للملك عبد الله. وترأس الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ونظيره الأردني الدكتور بشر الخصاونة، بمقر رئاسة مجلس الوزراء الأردني، اجتماعات الدورة ال 29 للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، بحضور وفدي البلدين. وأكد أهمية العمل، بشكل مُشترك ومنسق، لإيجاد حلول وتسويات سياسية لمختلف القضايا، موضحًا في هذا الصدد أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لدى البلدين، مشيرا إلى أن البلدين يعملان معًا على دفع جهود تسويتها وفقًا للمرجعيات الدولية المُتفق عليها، وعلى أساس مبدأ حل الدولتين، وبما يُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. وأشاد مدبولي بالرعاية التي يحظى بها المواطنون المصريون، العاملون في الأردن، من جانب الحكومة الأردنية في ظل توجيهات العاهل الأردني بهذا الخصوص، مشيرًا إلى إسهاماتهم الفعالة في مجالات العمل المختلفة في النشاط الاقتصادي والإنتاجي بالمملكة، ومؤكدًا أن ما يمثلونه من عنصر إيجابي في العلاقات بين البلدين يسهم في تحقيق المصالح المُشتركة والمُتبادلة، مؤكدا أن لديه توجيهات مباشرة من الرئيس السيسي، بإرسال رسالة دعم كامل إلى الأشقاء في الأردن، لاسيما فيما يتعلق بجائحة كورونا، وتلبية طلبات الجانب الأردني بما يوافق إمكانيات مصر. وأكد على أهمية العمل على زيادة حجم التبادل التجاري وتوسيعه ليشمل بنودا جديدة، وتشجيع الاستثمارات المُتبادلة، مشددا على ضرورة استمرار الاتصالات والتنسيق؛ لمعالجة أية صعوبات قد تواجه عملية التبادل التجاري وإزالتها. وتقدم الدكتور مدبولي بالشكر والتقدير للأردن على تفهمها ودعمها للموقف المصري والسوداني حيال ملف سد النهضة، مؤكدًا سعي مصر إلى حل القضية بالسبل الدبلوماسية، كما أعرب عن أمله في أن تتوصل اجتماعات التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق، المزمع عقدها غدًا، إلى اتفاقيات يتم ترجمتها على أرض الواقع في القريب العاجل، لاسيما في مجال الطاقة والتبادل التجاري. وقال الدكتور مصطفى مدبولي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني، إنه يجب أن ندرك حجم التحدي الذي يواجهنا فيما يتعلق بأزمة كورونا، مشيرًا إلى أن الملك عبدالله أكد أن أمن مصر القومي من أمن الأردن، ودعم الأردن الكامل لمصر في ملف سد النهضة. وأكد الدكتور بشر الخصاونة، أن رؤى البلدين توافقت وتطابقت حول أهمية استمرار العمل على حل القضية الفلسطينية التي تشغل البلدين، وذلك على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية لها سيادة كاملة على حدود 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، مشيرا إلى أن آلية التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق بدأت منذ فترة، وشهدت العديد من الزيارات المتبادلة الثلاثية لتأسيس مبادئ التكامل الاقتصادي والتجاري لاسيما في مجال الطاقة والكهرباء، بما يتوازى ويتقاطع مع اللجان المشتركة والمسارات الثنائية. وقال رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، في مؤتمر صحفي مشترك مع مدبولي، إن بلاده تساند مصر في قضية سد النهضة وعلاقتنا مع مصر نموذجية، مضيفا أن موقف مصر والأردن واحد تجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وشهدت أعمال الدورة ال 29 للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، التوقيع على عدد من الوثائق لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مختلفة، وقاما رئيسا وزراء البلدين بالتوقيع على محضر اجتماعات الدورة ال 29 للجنة العليا المشتركة. وشهدا التوقيع على سبع وثائق للتعاون، تمثلت في اتفاق إطاري "لتعزيز قدرات الربط الكهربائي" وتبادل الخبرات بين في البلدين في التخطيط، ومذكرة التفاهم في مجال الموارد المائية ومذكرات تفاهم في مجال الآثار ومجال مراقبة الشركات، ومجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتوقيع على البرنامج التنفيذي الثنائي في مجال الإسكان والتنمية الحضرية.