لا تزال الأزمات مستمرة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، في ظل استمرار حدة الخلاف بين واشنطنوطهران، بعد انسحاب الأولى من الاتفاق النووي وفرض عقوبات صارمة على إيران، ما دعاها لأن تقلص من التزاماتها في الاتفاق النووي. وسبق أن حاولت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتفاوض مع إيران حتى تتمكن من إعادتها للاتفاق النووي، مع وعد بالتعاون بين وكالة الطاقة الذرية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع السماح للمفتشين الدوليين بزيارة المفاعلات النووية الإيرانية، إلا أن ذلك الاتفاق لم يتم فعمدت طهران على الاستمرار في سياسة تخصيب اليورانيوم. ومؤخرًا كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنشطة نووية إيرانية مشبوهة في مفاعلات بنتها إيران تحت الأرض، فضلا عن ما تم الإعلان عنه من جانب الحرس الثوري الإيراني من ما أسماه "مدينة الصواريخ" تحت الأرض، وهي عبارة عن مخزن عملاق يضم عدد كبير من الصواريخ الجاهزة للانطلاق من عدة طرازات. وذكر تقرير الوكالة إن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز تحت الأرض باستخدام نوع ثان من أجهزة الطرد المركزي المتطورة "آي آر 4"، في انتهاك جديد لاتفاق طهران مع القوى الكبرى، بعد أن سبق وبدأت إيران في نقل 3 مجموعات من نماذج متطورة مختلفة من محطة فوق الأرض في نطنز، إلى أخرى تحت الأرض لتخصيب الوقود. وتخصب طهران اليورانيوم بالفعل تحت الأرض، باستخدام أجهزة طرد مركزي من طراز "آي آر 2 إم".، علمًا بأن الاتفاق النووي يسمح لإيران فقط بالتخصيب باستخدام الجيل الأول من أجهزة "آي آر 1"، ما جعل من إجراءات إيران انتهاكًا لما جاء في الاتفاق النووي مع أمريكا والدول الكبرى. كما سبق أن أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت ضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم في سلسلة من 174 جهاز طرد مركزي (آي آر 4) ركبتها بالفعل في محطة تخصيب الوقود". كل تلك التأكيدات جعلت العاملين السابقين في الإدارة الأمريكية، يطالبون الإدارة الجديدة بضرورة التعامل بحزم وشدة مع البرنامج النووي الإيران، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، إن سياسة استرضاء إيران ستساعدها على صنع سلاح نووي، معربًا عن أمله في أن تواصل إدارة بايدن الضغط على طهران لتتوقف عن دعمها للميليشيات. وتابع: "لا يظهر أن إيران لديها أي نية في العودة للاتفاق النووي وقد أعلن وزير خارجيتهم أنهم لن يتحدثوا مع أمريكا مالم ترفع العقوبات"، لكنه شكك في أن إدارة بايدن قد تتخذ موقفًا حاسمًا وشبهها بأنها كإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي كان يسترضي إيران وأن ذلك ما سيساعدها على صنع سلاح نووي".