سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكومة الغنوشي.. اللبنة الأولى في سلسلة من الحكومات الانتقالية المتخبطة في تونس.. والمرزوقي زادها تعقيدا.. ثلاثة أعوام على انطلاق شرارة الثورة التونسية مهد الربيع العربي والنتيجة لا شيء حتى الآن
مرت ثلاثة أعوام على انطلاق الثورة التونسية، والتي كانت الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي في المنطقة، ولا زالت تتخبط تحت وطأة الحكومات الانتقالية، التي لم تحقق للبلاد الاستقرار الذي تنشده، الأمر الذي أدى إلى تمديد فترة الحكم الانتقالي والتي كان مقرراً لها أن تنتهي في 2012. بدأت هذه الحقبة الانتقالية بقيام محمد الغنوشي، بإعلان توليه مهام رئيس الجمهورية، استناداً إلى مادة في الدستور تجيز لرئيس الجمهورية تفويض الوزير الأول في مهام منصبه، في محاولة منه للسيطرة على الحكم في البلاد، بعد رحيل الرئيس التونسي السابق "زين العابدين بن علي" إلى السعودية ، على أثر الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد مطالبة برحيله. كان الغنوشي قد تولى رئاسة وزراء تونس في نوفمبر 1999 حتى إندلاع الاحتجاجات الشعبية في 18 ديسمبر 2010، بعد أن قام الشاب محمد البوعزيزي، البائع المتجول الذي أحرق نفسه احتجاجاً على مصادرة الشرطة عربة الفواكه التي يعيش منها، مفجراً في يناير 2011 الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. إلا أن المجلس الدستوري رأى أنه لم يكن هناك تفويض صريح، وقام بإصدار بيان عبر التلفزيون الرسمي، أعلن فيه خلو منصب رئيس الجمهورية، وتولي "محمد فؤاد المبزغ"، رئيس مجلس النواب، منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت لحين انتخاب رئيس جديد خلال 60 يوم، حسب ما ينص عليه الدستور، بينما ظل "الغنوشي" يباشر مهام منصبه كرئيساً للحكومة. أعلن "الغنوشي" في 17 يناير 2011 تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم عدداً من رموز المعارضة، إلا أن الشعب لم يرحب بهذه الوزارة ورفض وجود أي عضو من حزب التجمع الديموقراطي التونسي في الحكومة، فقام الغنوشي بإعادة تشكيل الحكومة مرة أخرى في 27 يناير. إلا أن الاحتجاجات اشتعلت مرة أخرى مطالبة برحيل الحكومة، نظراً لإدارتها السيئة في البلاد، وخرج في 25 فبراير أكثر من 100 ألف متظاهر يطالبون برحيل حكومة الغنوشي، وتجددت المواجهات بين الشرطة والمواطنين، وأسفرت عن 4 قتلى و12 جريح. وجد "محمد الغنوشي" نفسه مضطراً لإعلان استقالته في مؤتمر صحفي في 27 فبراير، مؤكداً على أن استقالته ليست هروباً من المسئولية، بل إفساحاً للمجال أمام وزير آخر، وأضاف أنه ليس مستعداً لاتخاذ إجراءات ينجم عنها ضحايا، مشيراً إلى أن خطوته هذه في صالح الثورة التونسية، وتوالت بعدها استقالات وزراء حكومته. قام "فؤاد المبزع" في نفس اليوم بتكليف "الباجي قائد السبسي" بتشكيل حكومة انتقالية ، استمرت في أداء مهامها حتى 13 ديسمبر 2011، حينما قام المنصف المرزوقي رئيس الحكومة المنتخب المؤقت بتكليف حماد الجبالي أمين عام حزب حركة النهضة بتشكيل حكومة جديدة، لتبدأ بعدها سلسلة من الإخفاقات التي أدت إلى تفاقم الأوضاع في البلاد.