عاودت مقبرة الملك رمسيس الأول - التي تحمل الرقم 16-، بمنطقة وادي الملوك الغنية بقبور ملوك مصر القديمة، في جبانة طيبة غربي مدينة الأقصر، فتح أبوابها مجددا أمام روادها من الزائرين المصريين والأجانب بعد إغلاق دام نحو 12 عامًا خضعت خلالها لأعمال ترميم مكثفة، حيث تم الافتتاح وسط حضور مكثفة من قيادات وزارة السياحة والآثار. وأوضح أحمد خليفة مدير العلاقات العامة والإعلام بقطاع آثار الأقصر، أن وزارة السياحة والآثار أعلنت مع مطلع العام الجديد، عن بدء استقبال الزائرين وفتح مقبرة الملك رمسيس الأول للزيارة بعد الانتهاء من أعمال ترميمها، مشيرا إلى أن المقبرة اكتشفت عام 1817، وتم إغلاقها أمام الزيارات في 2008، قبل أن يتم إعادة فتحها حيث كان هناك حرص كبير على افتتاح المقبرة قبل موسم إجازات نصف العام بالمدارس والجامعات، لتمكين المصريين بجانب الزوّار الأجانب، من مشاهدة جانب مهم من تاريخ مصر القديمة، والتعرف إلى سيرة الملك، الذي أسس واحدة من الأسرة المهمة في التاريخ المصري القديم، لافتا إلى أن الأعمال التي تمت لحماية المقبرة، كانت تحظى بمتابعة دورية من وزير السياحة والآثار وإشراف مستمر من الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، والذين قاما بزيارة المقبرة وتفقد ما تم من أعمال ترميم وحماية لمعالمها. وحول تاريخ المقبرة، أوضح فتحي ياسين مدير آثار القرنة، أن الملك رمسيس الأول دفن في المقبرة رقم 16 بوادي الملوك، واكتشفت مقبرته على يد الإيطالي جيوفاني باتيستا بيلزوني عام 1817، فمع أوائل القرن ال19 وبعد نجاح العالم الفرنسي شامبليون في فك رموز كتابة اللغة الهيروغليفية، بدأت الحملات الكشفية الأوروبية بقيادة الإيطالى بيلزوني، في منطقة وادي الملوك وجبانة طيبة غربي مدينة الأقصر، وبالفعل تمكن بيلزوني من اكتشاف مقابر: رمسيس الأول، وسيتي الأول، وآي، والأمير آمون حر خبشف، وتتكون المقبرة من ممر دخول قصير وحجرة الدفن التي تحتوى على تابوت الملك، وهى مزينة برسومات لرمسيس الأول مع عدد من الآلهة، ويظهر من تزيينها أنه تم الانتهاء منها بسرعة وبتعجل حيث تُصور رمسيس الأول في حضرة الآلهة أوزوريس وبتاح وأنوبيس، وهى مكونة من حجرة دفن واحدة شبه مربعة، وبداخلها تابوت من الجرانيت وُجد مفتوحا، وما وُجد من محتويات المقبرة توجد الآن في المتحف البريطاني. فيما أشار الأثري على رضا مدير منطقة آثار وادي الملوك، أن مقبرة الملك رمسيس الأول لها أهمية تاريخية وأثرية خاصة، كونها مقبرة مؤسس الأسرة ال19 في مصر القديمة، حيث شهدت الترميم المعماري والدقيق، وتمت تقوية النقوش وترميم الأرضيات وتنظيف الجدران من مخلفات الطيور والخفافيش، وتنظيف النقوش الموجودة بالمقبرة وإزالة السناج، مشيرا إلى أن المقبرة تضم غرفة دفن رئيسية وتابوت الملك، ومناظر مختلفة للآلهة، أما مومياء الملك فهي معروضة بمتحف الأقصر، بعد رحلة تنقل مرت بها بدءا من خبيئة الدير البحري لكندا وأمريكا ثم عادت لمصر ورممت المقبرة لحماية معالمها ونقوشها ورسومها، وتقوية ألوانها، بجانب ترميم التابوت الذي كان يضم مومياء الملك رمسيس الأول، قبل تعرضها للسرقة قبيل عقود مضت، إذ غابت عن مصر على يد لصوص ومهربي الآثار المصرية القديمة عام 1860، إلى أن عادت لمصر مجددًا في عام 2009. وأضاف رضا، أن المقبرة أُغلقت عام 2008 لبدء مشروع لترميمها وحمايتها من تأثير كثرة الزيارة السياحية، حيث شملت أعمال الترميم إعادة تهيئة المقبرة لاستقبال الزوار، وتزويدها بسلم وإضاءة، مضيفا أن المقبرة وبلغ طولها 29 مترًا، وتتكون من ممر قصير ينتهي بحجرة دفن تحتوي على تابوت من الجرانيت، وتضم مجموعة من المناظر من بينها منظر على الجدار الأيسر من حجرة الدفن حيث يظهر منظر كتاب البوابات ومنظر آخر للملك رمسيس راكعًا أمام أرواح نخن وبي وهيراكنوبوليس، وكان رمسيس الأول نائبًا للجيش في عصر حور محب، وزوجته سات رع، وكان يدعى بارع مسو قبل أن يؤسس الأسرة التاسعة عشرة في الفترة من 1290 - 1292 قبل الميلاد، وتعرضت مومياء الملك رمسيس الأول للسرقة خلال عام 1860، قبل أن تستردّها مصر عام 2003، وتُعرض حاليًا بقاعة طيبة، بمتحف الأقصر. من جانبه، أشاد محمد عبد الحميد، عضو مجلس أمناء الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، بإعادة افتتاح مقبرة الملك رمسيس الأول، قبل نقل موميائه من المتحف المصري في ميدان التحرير، إلى متحف الحضارة في الفسطاط، في موكب احتفالي ضخم، ضمن 22 مومياء ستنقل لتستقر في متحف الحضارة الجديد، بينها 18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات حكمن مصر قبيل آلاف السنين، مشيرا إلى أن غياب مقتنيات المقبرة من آثار الملك رمسيس الأول، والتي تعرض بالمتحف البريطاني، جعل للمقبرة أهمية خاصة في التعرف على تاريخ الملك رمسيس الأول، والاطلاع على ما في المقبرة من رسوم ونقوش، معربا عن أمله أن يكون العام الجديد بداية انطلاقة جديدة للسياحة الثقافية المصرية، وأن يتجاوز القطاع آثار جائحة فيروس كورونا.