واجهت حشود من الاف الانفصاليين المؤيدين لروسيا ومن المؤيدين للزعماء الجدد في أوكرانيا بعضها البعض يوم الاربعاء خارج برلمان منطقة القرم قبل مناقشات تتعلق بالاضطرابات السياسية التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وتدفق نحو 2000 شخص كثيرون منهم من التتار الذي يمثلون مجموعة السكان الاصليين في شبه الجزيرة الواقعة في البحر الاسود نحو مبنى البرلمان لدعم حركة "يورو-ميدان" التي أطاحت بيانوكوفيتش في كييف بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات. وقابلتهم حشود مماثلة في العدد من المتظاهرين المؤيدين لروسيا الذين نددوا "بالعصابات" التي استولت على السلطة في العاصمة الاوكرانية. واحتشد الجانبان اللذان فصلت بينهما صفوف من قوات الشرطة عند البرلمان الذي دعا تحت تاثير ضغوط من القوى الموالية لروسيا الى عقد جلسة طارئة في وقت لاحق يوم الاربعاء لبحث الازمة. وكان الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف قد ضم منطقة القرم الى اوكرانيا في عام 1954 عندما كان زعيما للدولة السوفيتية آنذاك. ومع تمركز جزء من الاسطول الروسي في البحر الاسود في ميناء سيفاستوبول فان هذه المنطقة تصبح الوحيدة في أوكرانيا التي يغلب على سكانها الروس. ونظرا لان منطقة القرم الان هي أكبر معقل للمعارضة للنظام السياسي الجديد في كييف بعد يانوكوفيتش فان الزعماء الجدد في اوكرانيا يعبرون عن قلقهم من مؤشرات انفصالية هناك. واحتشد السكان من ذوي أصول التتار الذي يمثلون غالبية المتظاهرين المؤيدين للميدان تحت علم أزرق وهم يهتفون "أوكرانيا! أوكرانيا!" ويرددون عبارة "لتسقط العصابة". وردت عليهم الحشود المؤيدة لروسيا بترديد عبارة "القرم روسية". وتم احضار مزيد من المؤيدين لروسيا في حافلات من اجزاء اخرى في شبه جزيرة القرم وسرعان ما تفوقوا من حيث العدد على حشود التتار ومؤيدي "يورو ميدان". وبدأوا يرددون الاغاني الروسية والترانيم الدينية عبر مكبرات صوت وضعت في كنيسة. ومن المرجح ان يزداد التوتر في القرم يوم الاربعاء بعد ان وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الروسية في حالة تأهب للقيام بتدريبات. ومنذ الاطاحة بيانوكوفيتش تتجه الانظار الى بوتين الذي أمر في عام 2008 بغزو جورجيا لحماية الاقاليم المستقلة التي تتمتع بحكم ذاتي وبها اعداد كبيرة من الروس التي اعتبرها انذاك دولا مستقلة.