وسط الصراعات المتوالية بين مليشيات أنصار الله الحوثي والحكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي، يطمح اليمنيين في إنهاء الصراع خلال العام الجديد وإيقاف حمام الدم الذي تسبب فيه الانقلاب على الرئيس المعترف به دوليًا. وحل الخراب والدمار على اليمن وتحول من بلد سعيد إلى بلدة مدمرة وغارقة في دماء الشعب اليمني الاعزل، من أجل تنفيذ مخطط إيراني للسيطرة على موارد البلاد ونهب ثرواتها. وتحاول المليشيات السيطرة على العديد من الموارد المالية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في اليمن، وعمدت ميليشيات الحوثي إلى تعيين موالٍ لها رئيسًا لمجلس إدارة بنك التسليف التعاوني الزراعي، أحد أهم البنوك الحكومية في البلاد. وكشف أحدث تقرير لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في اليمن، أُفيد بأن الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية "تسببت في وفاة ما يقدر بنحو 233 ألف شخص في السنوات الخمس الأولى للنزاع، بما في ذلك 131 ألفًا لأسباب غير مباشرة، مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية"، مشيرًا إلى وجود 47 جبهة مشتعلة، في مقابل 33 جبهة العام الماضي. وقال التقرير الأممي إنه تم التحقق من 3153 حالة وفاة للأطفال، وإصابة 5660 طفلًا، في حين تم الإبلاغ عن 1500 إصابة مدنية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، مع تواصل الهجمات على المرافق المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك المراكز الطبية. وكانت الأممالمتحدة حذرت في وقت سابق من أن اليمن سيصبح أفقر بلد في العالم" في حال استمرت الحرب حتى عام 2022، وهو ما يدفع اليمنيين إلى حلم المصالحة والعودة إلى الطريق السياسي. من جانبه دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفثس، الأطراف اليمنية إلى استئناف العملية السياسية وإنهاء الصراع بشكل كامل خلال العام 2021. وقال غريفثس في تصريح لمجلة"حديث سياسي" الإلكترونية التابعة للأمم المتحدة، "من المهم أن تجتمع الأطراف اليمنية المتصارعة لتناقش خلافاتها وتتفق على طريقة واقعية للمضي قدمًا في مسار السلام". وأعرب عن أمله أيضا "أن يكون أداء الأطراف اليمنية أفضل في احترام وحماية حقوق وحريات الجميع". وأضاف: "كان عام 2020 قاسيا على اليمنيين مع استمرار إراقة الدماء والنزوح والتدهور الاقتصادي وتفشي جائحة كوفيد-19". وأكد غريفثس "استمرار وساطة الأممالمتحدة للوصول إلى اتفاق يلزم الأطراف بوقف القتال، واتخاذ إجراءات جادة لفتح البلاد وتخفيف المعاناة، واستئناف العملية السياسية بشكل عاجل". وأضاف المبعوث الأممي "في عام 2021 أود أن أرى الأطراف تُظهر الجدية بشأن استئناف عملية سياسية تشمل الجميع لإنهاء الصراع بشكل كامل".