أعلن الصومال، اليوم الثلاثاء، قطع علاقاته الدبلوماسية مع كينيا، وذلك بسبب التدخلات المتكررة للحكومة الكينية في سيادة الصومال، وذلك حسب وصف وزير الإعلام الصومالي، عثمان دبي. وقال دبي لوكالة الأنباء الرسمية إن "الصومال يسحب جميع دبلوماسييه من كينيا ويأمر الدبلوماسيين الكينيين بمغادرة الصومال في غضون سبعة أيام". وفي الشهر الماضي، طرد الصومال سفير كينيا واستدعى سفيره من نيروبي بعد أن اتهم كينيا بالتدخل في العملية الانتخابية في ولاية جوبا لاند إحدى الولاياتالصومالية الخمس شبه المستقلة. وقال الوزير الصومالي في بيان لراديو مقديشو، إن نيروبي تتدخل في الشئون السياسية للصومال لكنه لم يذكر تفاصيل محددة. وأضاف "هذا (قطع العلاقات) يأتي ردا على الانتهاك السياسي المستمر وتدخل كينيا العلني في استقلالية الصومال". وفي بداية الأزمة أصدرت وزارة الخارجية الصومالية بيانا رسميا حدد سببين للأزمة وقتها وهما: "التدخلات الكينية في الشأن الصومالي الداخلي في جنوب البلاد، والضغط على رئيس حكومة جوبالاند، أحمد مدوبي، لتنفيذ أجندات كينية لعرقلة مسار الانتخابات في البلاد" فهل هناك أسباب أخرى لهذه القطيعة؟. العملية الانتخابية في جوبالاند قبل عدة أيام استدعت الحكومة الصومالية سفيرها لدى كينيا، وأمرت بطرد السفير الكيني خارج البلاد، وذلك بسبب اتهامات وجهتها مقديشو إلى كينيا المجاورة بالتدخل في العملية الانتخابية في جوبالاند – إحدى الولاياتالصومالية الخمسة شبه المستقلة – وبحسب البيان الرسمي الصادر عن الخارجية الصومالية، والذي بثه التليفزيون الرسمي، فالقرار جاء للحفاظ على السيادة الوطنية بعد تدخل كينيا المتعمد في الشئون الداخلية للصومال. وبحسب الرويات الصومالية الرسمية تقدم كينيا دعما لرئيس إقليم جوبالاند، أحمد مدوبي، الذي لا تعترف به الحكومة، بسبب رفض مقديشو نتائج الانتخابات الأخيرة التي فاز بها في الإقليم، والتي عدتها مقديشو مشبوهة وغير دستورية، بينما تقدم كينيا دعما لرئيس الإقليم المعارض، في ظل استضافتها الشهر الماضي أكبر تجمع لأحزاب المعارضة السياسية. وبحسب بيان لوزارة الخارجية الصومالية نشر على "فيسبوك"، فرئيس جوبالاند، أحمد مدوبي، تراجع عن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في 17 سبتمبر الماضي في مقديشو بشأن الانتخابات، استجابة لإملاءات نيروبي، ولم يذكر البيان الصومالي أية تفاصيل عن اتفاقية الانتخابات أو كيف اعتقدت أنها انتهكت في جوبالاند، لكن التصعيد تزامن مع إعلان رئيس حكومة جوبالاند عن عدم إمكانية تنظيم الانتخابات الفيدرالية في الصومال، إذا لم تحل الإشكاليات السياسية بين الإقليم والحكومة في مقديشو. التنقيب عن النفط لم تكن الاتهامات بالتدخل في الشئون الداخلية هي السبب الوحيد، لإعلان الصومال قطع العلاقات الدبلوماسية مع جارتها كينيا، ففي فبراير العام الماضي، استدعت كينيا سفيرها لدى الصومال، وطالبت سفير مقديشيو لديها بمغادرة البلاد بسبب نزاع على مناطق التنقيب عن النفط في المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، وأوضحت وزارة الخارجية الكينية وقتها أن استدعاء سفيرها في الصومال جاء إثر طرح الحكومة الصومالية عطاءات التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة البحرية الكينية، الواقعة على الحدود مع الصومال، وهي منطقة متنازع عليها بين الطرفين. خرق المجال الجوي أيضا هناك سبب أخر لهذه الأزمة، وكان في أكتوبر العام الماضي حين تقدمت وزارة الخارجية الصومالية بشكوى رسمية إلى السفير الكيني في مقديشو، بشأن خرق طائرات كينية للمجال الجوي الصومالي، كما اتخذت كينيا مواقف تصعيدية ضد الصومال، إذ منعت الرحلات الجوية المباشرة بين مقديشوونيروبي، وأوقفت منح تأشيرة دخول في المطار لجواز السفر الدبلوماسي الصومالي، إلى جانب إعادة ثلاثة نواب صوماليين إلى بلدهم، لعدم امتلاكهم تأشيرات دخول، وهو ما عدته الحكومة الفيدرالية في الصومال سببا سياسيا في الأساس، نتيجة تراكم الخلافات.