أعرف أني في كل فصل من فصول العام أكون امرأة غير تلك التي عرفتها.. وإنك في ليالٍ كثيرة اتهمتني بينك وبين نفسك بالجنون.. أبشر يا حبيبي.. هكذا تكون نساء الجوزاء. الخريف.. تسقط فيه أوراق شجر.. وفيه أُصاب بحالة سوء مزاج.. تتملكني روح الكآبة، وكأنني أمارس تمارين الحزن قبل قدوم الشتاء. يزعجني الشتاء.. أتقوقع فيه على ذاتي.. وتتلبد سماء روحي بالغيوم.. يمطر قلبي أحزانًا.. وتعصف أعاصير مشاعري، أحبه أحيانًا.. عندما يشاركني البكاء وتسقط الأمطار.. أحب رائحة المطر حين تمتزج بالتراب.. أعشق اللحظات التي أمضيها وأنا أركض حافية القدمين، بينما صوت الرعد يُعلن عن هطول المزيد من الماء. في الربيع.. تتفتح زهور قلبي، وتنقشع الغيوم عن روحي، أظنني كنت في السابق زهرة.. ياسمينة أو سوسنة.. ربما.. فيه أكون أنا.. فالمجد إذًا للربيع. الصيف.. أحبه فقط حين ألقي في البحر جسدي المثقل بالأحزان.. أغسل فيه أحزاني. لماذا ألمح في عينيك نظرة عتاب حين تسألني عن سبب تأخري عن لقائنا، ويكون ردي “,”كنت أغسل أحزاني“,”؟ هل تظن أنك مصدرها؟ وأنك مقصد كلامي.. لست وحدك يا حبيبي، فالعالم مليء بالحماقات المحزنة.. أتألم حين أرى.. لكن نظرتك تلك.. عتابك يؤلمني. أتدري.. أحتمي بحبك من القهر الذي يمزق إحساسي، وأرغب دائمًا في أن أختبئ من العالم في حضنك.. تحت مسام جلدك، وكم تمنيت أن أتسرب إلى داخل شرايينك.. فأكون هناك عند أكثر الأماكن دفئًا.. داخل خلايا قلبك.