داخل أحد العقارات في الحى الأول بمدينة السادس من أكتوبر، عثر على مهندس مقتولا بعدة طعنات، ليبلغ رئيس مباحث قسم أول أكتوبر مفتش المباحث الجنائية بالمدينة بالجريمة، وتتكشف العديد من التفاصيل والملابسات عنها، والتى تعرضها «البوابة نيوز» من مسرح الجريمة، بعد سؤال شهود العيان. في البداية يقول «أ.ح»، ان المهندس القتيل يبلغ من العمر 53 عاما، ويعمل مهندسا بأحد شركات الأسمنت، وكان يقيم بمفرده في العقار الذى استأجره حديثا بعد انفصاله عن زوجته. وأوضح أنه اكتشف الجريمة مع أصدقائه في العمل، حيث اتصلوا به عدة مرات نظرا لتغيبه عن العمل وهو لا يرد، وبعضهم كان يظن أنه إصابته وعكة صحية، والبعض الآخر يظن أنه سافر ليقضى إجازة، حتى تسلل الخوف إلى قلوبهم، وقرروا الذهاب إلى شقة المجنى عليه، في المنزل الذى يسكنه جنسيات عربية، وصعدوا إلى الشقة وطرقوا بابها كثيرا، ولم يرد أحد. وأضاف شاهد العيان أن أحدا من أصدقاء المجنى عليه اتصل برجال المباحث، الذين حضروا فورا وفتحوا باب الشقة ليجدوا المهندس مُسجى على ظهره غارقا في بركة من دمائه، وبه عدة طعنات في بطنه ووجهه، مشهد كان مفزعا للجميع، فالجيران قالوا إنهم لم يعرفوا أى شيء عن المهندس ولا عن طبيعة حياته فهو قادم حديثا إلى المنطقة منذ بضعة أشهر. 3 أيام قضاها ضباط مباحث قسم أول أكتوبر بالاشتراك مع قطاع الأمن العام، بحثا عن إجابة للسؤال الأبرز «من القاتل؟»، للوصول لطرف خيط يقودهم إلى حل القضية، إذ استمعوا لأقوال العديد من قاطنى المنطقة وحرصوا على تفريغ كاميرات المراقبة المُثبتة بالمحلات في المنطقة، فضلا عن فحص علاقات المجنى عليه والوقوف على وجود خلافات بينه وبينه آخرين ترقى لارتكاب الجريمة. وبينت التحريات أن فتاتى ليل وراء ارتكاب الجريمة، حيث سددت له إحداهما قرابة 30 طعنة لرغبتهما في سرقته، وأشارت التحريات بقيادة اللواء محمود السبيلى، مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء عاصم أبوالخير مدير المباحث الجنائية، إلى أن المجنى عليه متعدد العلاقات النسائية وأنه استأجر تلك الشقة دون علم أسرته حيث يقضى بها أوقاتا مع فتيات الليل ولتناول الخمور والمخدرات. وأضافت التحريات أن فريق البحث نجح في الإمساك ببداية الخيط الذى قاده للجناة، حيث رصدت كاميرا مراقبة دخول فتاتين العقار رفقة المجنى عليه، ثم خروجهما بمفردهما بعد مرور قرابة ساعتين ونصف. وبينت التحريات برئاسة العقيد فوزى عامر مفتش مباحث قطاع أكتوبر أن المجنى عليه تعرف على الفتاتين بمنطقة المريوطية، وعرض عليهما ممارسة الرذيلة مقابل 500 جنيه، فتوجهتا معه لشقته بأكتوبر ولاحظتا امتلاكه مبلغا ماليا كبيرا، فقررتا سرقته، وأثناء الذهاب للشقة اشترى القتيل خمورا، فوضعت له إحدى الفتاتين بها أقراصا مخدرة لسرقته والهرب، إلا أنه لم يفقد الوعى وشعر بحركتهما الغريبة لمغادرة الشقة حيث فوجئت الفتاتان بقيامه بإغلاق باب الشقة من الداخل، وأثناء البحث عن المفتاح حدث اشتباك بينهم فاستلت إحداهما سكينا وغرسته مرات عديدة في جسد المجنى عليه حتى أصابته بنحو 30 طعنة. فور العثور على المفتاح، غادرت الفتاتان الشقة، حتى تمكنت قوة أمنية، برئاسة العميد علاء فتحى رئيس مباحث قطاع أكتوبر، والمقدم إسلام المهداوى، رئيس مباحث أكتوبر أول، من تحديد مكان اختبائهما وإلقاء القبض عليهما. كان بلاغ قد ورد لضباط مباحث قسم شرطة أول أكتوبر، بالعثور على جثة مهندس مسن مقتول داخل شقته، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث، حيث بينت التحريات والمعاينة، التى جرت تحت قيادة اللواء مدحت فارس نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، أن الجاني، دخل الشقة بطريقة مشروعة، وأنه عقب دخوله الشقة وقعت مشادة بينه وبين الضحية تطورت إلى مشاجرة، استخدم الجانى خلالها سلاحًا أبيض «سكين»، وسدد عدة طعنات في أماكن متفرقة بجسد الضحية، وعقب تكثيف التحريات وبتفريغ الكاميرات تم التوصل إلى هوية المتهمتين، وتم ضبطهما وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.