بعد مرور 50 عامًا على وفاته؛ لا يزال منزل الزعيم جمال عبد الناصر، الكائن بقرية "بنى مر"، التابعة لمركز "الفتح"، في محافظة أسيوط، بصعيد مصر، يواجه الإهمال، حيث اقترب من الانهيار، لعدم إنهاء أعمال الترميم، فقد مر على إنشائه أكثر من 120 عامًا. المنزل يخلد ذكرى تاريخية مهمة، فهو منزل والد أهم زعماء العرب على مر التاريخ، كما يخلد ذكرى عدد من الضباط الأحرار، منهم الرئيس محمد أنور السادات، ويعتبر المنزل من أهم علامات التاريخ المعاصر، بمحافظة أسيوط، ويعتبر من أهم العلامات المميزة بمحافظة أسيوط، كونه مسقط رأس الزعيم. ووسط الشوارع والحوارى الضيقة، بقرية بنى مر، يقع منزل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذى أصبح مهددًا بالانهيار، في ظل الإهمال الشديد من قبل المسئولين، الذين تركوا المنزل دون تطوير، رغم أهميته التاريخية، فوسط جدرانه المتصدعة اجتمع عبدالناصر، بالضباط الأحرار، عندما كانوا ضباطًا بالمنطقة الجنوبية العسكرية، ومنه انطلقت فكرة ثورة 23 يوليو 1952 التى قضت على الحكم الملكى، وحققت العدالة الاجتماعية، والاهتمام بالفقراء والزراعة. المنزل المبنى بالطوب اللبن القديم، تصدعت حوائطة، وهدمت أجزاء كبيرة منها، واحتلته القمامة، ووضعت المحافظة أمامه حاجزًا حديديًا، خوفًا على أرواح الأطفال والمترددين إليه، بعدما أصبح مهددًا بالانهيار، في ظل تعطيل قرارات تطوير المنزل، وعدم الاهتمام به من قبل المسئولين، بعدما مرت 68 عامًا على ثورة 23 يوليو. وقال المهندس على عطية، ابن عم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إن "الزعيم كان لا ينسة قرية بنى مر، فكان في جميع الإجازات المدرسية والمناسبات، يأتي إلى القرية، ويشارك الأهل والأسرة، بعدما انتقل مع والده، الذي كان يعمل موظفًا إلى الإسكندرية، وجاء وهو رئيس للجمهورية، في زيارة شخصية لزيارة قبر جده بالقرية. وأشار "عطية"، إلى أن هذا المنزل استقبل زيارة شخصية للرئيس الراحل أنور السادات، ووفود من دول: اليمن، والسعودية، وليبيا، وسوريا، وجميع الدول الأوروبية في السبعينات، كانت تأتى لزيارة منزل الزعيم، وكذلك بعد معاهدة كامب ديفيد، جاء وفد إسرائيلى للمنزل، وجميع الشخصيات سواء سياسية وغير سياسية، كانت تأتى لزيارة المنزل، وفى إحدى المرات جاء وزير خارجية ألمانى، وأخذ تراب من أرضية المنزل، ووضعها في كيس، وقال: فخرٌ لى أن أخذه من أسفل منزل الزعيم جمال عبدالناصر". وأضاف "عطية"، أن "ثورة 23 يوليو، انطلقت من هنا، عندما كان عبدالناصر ضابطًا بالمنطقة العسكرية، بقرية منقباد، بأسيوط، برفقة عبدالحكيم عامر، والسادات، ومحمد نجيب، فكانت فرصة له أن يأتى بأعضاء قيادة الثورة، لكى يزور منزل الأسرة، ويلتقى بالأهل، ويجتمعون على مصطبة بغرفة الضيافة بالمنزل، ويخططون لثورة 23 يوليو 1952، متخذين بُعد القرية عن أعين الحكم والبوليس الملكى السياسة، فرصة للاجتماع، فمن هذا المنزل الطينى انطلقت شرارة فكرة الثورة. وطالب ابن عم الزعيم عبد الناصر، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومحافظ أسيوط، بالبدء في ترميم منزل الزعيم جمال عبدالناصر، بعدما أصبح آيلًا للسقوط، وغياب المسئولين عنه، حتى يكون من معالم أسيوط السياحية، التى تليق بمكانة الزعيم الراحل، بمسقط رأسه، بقرية بنى مر.