إبداعات.. قصيدة "تلاتين سنة" لإسلام خلف

تلاتين سنة
سلم عليا لكنه ماحضنيش
سابلى القميص والجزمة والورنيش
عبى السنين ف الشنطة ع بعضهم
لم اللى باقى من الغدا لاربع كلاب
شافو الطبق ف اتكسفو ياكلو ف لحمهم
أدركت يومها أنا بطفح إيه
كان عنده حق
لازم يسافر برا لاجل القرش
مش كل مرة عشانا يقلب نوم
البطن جاعت لما شبعت سلخ
كان أبويا أكبر م الشروخ ف الحيط
كان أخويا أصغر من أبويا بشرخ
سلم عليا وقالى هاتلى الصور
بص لحبيبته وإيده حضنت دمع
حشر الهدوم جوا السنين الأول
سافر بطوله ما حد ولع شمع
خايفه لما تسافر ع البلد الغريب
متردليش تاني
كترت أغانى لشادية جوايا
كترت وبردو ما بطلتش دموع
ورصيد عيونها معدى 6 صفار
اعصار يعدى يجر100 إعصار
أنا بكرة هرجع وأخطبك
وهنبنى بيت ونجيب عيال
ونعيش ف أرض الضل ستره
بكره اللى قولناه ف المريلة
هنشوفه بكره بلاش دموع
دا
أنسب معاد إنى أحضنك
ماتعيطيش
الدولة رافضة جوازنا بالملاطيش
عايزة الشهادة وخدمة جوا الجيش
وفلوس كتير لاربع حيطان دون الإيجازه
الدولة عايزة كل شىء إلا الجوازة
سلم عليا وسابنى عند الباب
ودع صحابه الكشكولين وكتاب
وعيونه لسا بتنحت النايمين
مكن الحلاقة اللى احنا خمسناه
شاف المراية وملقناش اتنين
أقسم ب إنه يصدى مايخطيش
سافر وسابلى الجزمة والورنيش
أول حوالة بعتها 1000 ريال
كان أبويا عجز من مفيش
وأمى المرض طبطب عليها
وقت أما شافها وهى قايمة تزوك
شوفت الوجع
أم أما يوحشها ابنها
تشبط عيونها ف صورة جوا البوك
تنفض ضلوعها لحضن مش مبني
اقرا الجواب يا بني...
أهلى الكرام
أول جواب معرفش هكتب إيه
شغال كويس والساعات ماشية
مبلغ بسيط ولكنه يسند زير
سدو الشقوق ف الحيطة ع مهلكم
كل أما يدن شهر والله لابعتلكم
عمرى وساعات بهدلة
وفلوس ريحتها النفط
سنتين كمان بالظبط
وارجع محمل دهب
بقرا الجواب للبيت
شرخ الحيطان التهب
أمى وأبويا وأختى بيعيطوا
استهدو كده بالله
سنتين ونبقى معاه
بيلم مصاريفه
سبت العياط ف الحيط
ودخلت أرتل مما تم تحريفه
هذا الجواب كداب أوي
أهلى اللى شمو الكدب ف حروفه
ما يصدقوش الضحك ع الورقة
سنتين بتحلف تبنى ف المعدوم
سنتين هتدبح عيلة بالفرقة
سكيت عليا الباب
وقريت
بلغها إنى لقيت شغلانة كده ع القد
وأمانة تبعتلها وقت أما تبكى الورد
عرفها إنى كمان بلبس تقيل بالليل
سبت السجاير والسهر والشعر
بصبح ف خير وبنام بخير
صاحبى السرير
قاسم معاه صورك
بيشيلها تحت مخدتها
أول حوالة بعتها كان مقتول
وجوابه نعى ف أسرته
مين موته
الجوع بيفرض قوته
ع كل نايم فوق بطونه الحجر
غربه وسفر
الورش قفلت لما أبويا انحنى
الشمس غابت لما عدت هنا
مالقتش ف أمى مكان ينورلها
أصعب وجع
وجع اللى مش طايلة ابنها
ابعتله يا بنى جواب
قولو الفلوس غايرة
قوله السنين زايلة
قوله الحيطان مايلة
ع صورته ف الحيطة
قوله الوجع بيزيد
شغالة بالمواقيد
والقبر قربلي
قوله أما تبعت كاش
ابعتلى فيها ابني
ملانى أبويا وقالى أبوس إيدك
اكتبله عضمى العمر خربش فيه
ضافر عقارب سنى حفر البير
قوله اللى شالك وأنت بتعيط
عيط ما شافش ف أوضته إلا سرير
دابت كواحلى وبمشى بالعكاكيز
شمع الودان ما بقاش يعدى الصوت
صابنى الزمن كرباج ف حسبنى م العواجيز
ارجعلى أشوفك قبل بس ما أموت
ندهت قالتلى الورد مات مسقي
الصوره باشت لما عينى اتهرت
قول السنين اتبرت والسن مل البري
بالله لتنطق جاي
الوحدة والجوابات دايرين بيأذوني
يارايح للى فايتله عيوني
وحشنى ف وقفة الشباك
بعيط كل يوم وانده
وبنسى إن انت روحت هناك
وسبت القلب ف الحارة
أمانه ترد للحارة
سنين كافرة ومفيش محراب
سنين دارت تكح تراب
ف تملى القلب بالعفرة
أمنت لخاله ف الشارع
سنين بعد الحبيب كافرة
عدت سنة والتانية ف إيديها
30/3/تاريخ ف عام الحزن
كبر الوجع واتفطم
حسيت بضهرى اتقطم
والوقت كان ثابت
كل الحضور ف ذهول
وأنا أبويا متشاهد
مقتول بفعل الغربة والحسرة
بصيت لقيت الشرخ زاد كسرة
البيت بيبكى وأهلى بيشققوا
الكل كدب خبر وأمى اللى بتصدقو
الساعة واقفة حداد والغربة بتهزأه
وصله الجواب بالخبر
حبر الحروف مزأه
عيطت ليه دلوقت
مش أولى كان تفضل
أمك يومين تناديك بين النعاس واليوم
ف نهز فيه تقوم ف تقول ملاك النوم
جابلى اللى غاب عني
يطرح ف روحها بصوت
سابك ملاك النوم
جابك ملاك الموت
حتى اللى حبيتها
ما بقتش بت بنوت
جالها العريس من شهر
دوب سنين ريالات
داق الحصيلة بقهر
سلم عليا وخدنى بالأحزان
بص لقميص وحطه ع عينيه
فتح ف شاف الشرخ ف الجدران
وتوئ فشاف الشرخ ف سنينه
حوش لأهله مكانش غرضه القبر
عيط ف صبره ف كل مقتل صبر
عيل يارب
يا ريت الحزن كان ف اللبس
مش القلب
ياريتنى فضلت بالملاطيش
دور علينا ف كل ركن البيت
مالقاش في حد إلا القميص
والجزمة والورنيش
تلاتين سنة.