القصة الكاملة ل"طفل العجانة".. تفاصيل جديدة يرويها أقارب الضحية

العمة: الطفل يعمل في الإجازة الصيفية لمساعدة والدته..والنيابة تقرر حبس المتهم.. والمحافظ يزور الطفل.. والوزيرةة توجه بنقله لمستشفى الشيخ زايد التخصصى عبر الإسعلف الطائر.
على الرغم من صغر سنه حيث يبلغ من العمر 15 عاما إلا أنه شعر بمسؤوليته تجاه أسرته بعد انفصال والديه فقرر العمل في الإجازة الصيفية لتوفير مصروفات المنزل وبدأ منذ شهر العمل في مخبز بقريته والذي يعمل فيه جاره الذي يبلغ من العمر 35 عاما، ولكن لم تشفع ظروف الطفل عند جاره الذي تجرد من مشاعر الرحمة والإنسانية وقام بإلقائه داخل "عجانة" بالمخبز مما أدى إلى تعرض الطفل إلى إصابات خطيرة منها قطع في الحبل الشوكي.
كان اللواء مصطفى عبد الفتاح مدير أمن أسوان، تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة كوم امبو، بورود بلاغ من من أسرة الطفل محمد مصطفى شحات الجندي، 15 عاما، من قرية سلوا بحري مركز كوم أمبو، يعمل في فرن فينو، تتهم فيه "س. ف. م" 35 عامًا بإلقاء الطفل أثناء عمله في الفترة المسائية بالمخبز داخل العجانة الخاصة بالمخبز وتشغيلها عليه وخرج وعندما سمع العمال صرخات استغاثة الطفل أخرجوه من العجانة فاقدًا للوعي وجرى نقله بسيارة صاحب الفرن إلى مستشفى كوم أمبو، ومنه إلى مستشفى أسوان الجامعي لسوء حالته.
وتقول عمة الطفل أن "محمد" حاصل على الإعدادية وانتقل للصف الأول الثانوي الصناعي لافتة إلى أنه يعمل في الإجازة الصيفية لمساعدة والدته في مصروفات المنزل بسبب ظروف انفصال الوالدين ولكن منذ شهر بدأ العمل في مخبز " أبو عطية" وهو نفس المخبز الذي يعمل به جاره سيد.ف.م والذي حاول ايذاءه اكتر من مرة مدعيا انه يمزح معه حيث وضعه من قبل في الفرن وقام بإشعالها لولا أن أخرجه زبون كان يشتري الخبز.
وأضافت العمة أننا علمنا بالحادثة عقب شعور والدته بالقلق عليه لتأخره وعدم عودته للمنزل في موعده اليومي واتصلت بصاحب الفرن والذي أبلغها بأنه في المستشفى وذهبت ولم يدخلها أحد وأخبروها بأن حالته جيدة ومحجوز لأنه مشتبه بكورونا وممنوع الزيارة ولم يستطع أهله الوصول إليه إلا بعد 3 أيام وأشارت إلى أنه بعد إصرار شديد من الام والأهل تم السماح للأم فقط بالدخول ولكن قبل دخولها على ابنها طلب منها صاحب الفرن بالتوقيع على محضر بأن الحادثة قضاء وقدر وأن ابنها وقع عليه 'ترولي الصاجات"وأنها لا تتهم أحد ولكنها وجدت أبنها محجوز في قسم العناية المركزة وحالته سيئة وروي لها أبنها ماحدث له، مشيرة إلى أن نقله بسيارة صاحب المخبز دون استدعاء سيارة الإسعاف أضر كثيرا بحالة الطفل.
وقال محمد عبد الرازق أحمد، أحد أقارب الطفل، أن صاحب المخبز لم يتعامل مع الطفل بشكل جيد حيث تم نقله عبر سيارة نصف نقل، وذلك ساعد في تدهور حالته الصحية، نظرًا أن المسافة بين قرية سلوا بحري إلى مدينة مدينة أسوان تقارب 50 مترًا"، موجها شكره للمحافظ أسوان، على سرعة الاستجابة وانقاذ حالة الطفل.
فيما أوضح التقرير الطبي للمستشفى تعرض الطفل لعدة إصابات، إذ أصيب بقطع في الحبل الشوكي وكسر في الفقرة السادسة والسابعة العنقية وكسر في الضلوع وكسر لوح الكتف وتجمع دموي وكسر في أصابع اليدين.
وتم إلقاء القبض على المتهم مرتكب الواقعة وأمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام، بحبسه بتهمة الشروع بقتل طفل داخل عجان المخبز الآلي بأسوان، وذلك احتياطيا على ذمة التحقيقات.
وكانت النيابة العامة استجوبت المتهم ووجهت له تهمة الشروع في قتل المجني عليه، فأنكر ما نُسب إليه من اتهام مدعيًا حدوث إصابة المجني عليه لارتطامه بلوح حديديٍّ بالمخبز وسقوطه عليه.
وعقب مراجعة «النيابة العامة» اللقطات المصورة للواقعة بكاميرات المراقبة المثبتة بالمخبز، فتبينت منها حملَ المتهم المجنيَ عليه عنوةً ووضعه بإناء العجين بالخباز الآلي وتشغيله، ثم محاولة آخرين انتشال المجني عليه وإسعافه لاحقًا.
وقررت حبس المتهم احتياطيًّا أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وأمر القاضي الجزئي بمدِّ حبسه خمسةَ عشَرَ يومًا احتياطيًّا، وجارٍ استكمال التحقيقات.
وفي لفتة إنسانية قام اللواء أشرف عطية محافظ أسوان بزيارة الطفل محمد مصطفى بمستشفى أسوان الجامعى.
وأجرى المحافظ اتصالا تليفونيا بالدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان والتى وافقت على طلب اللواء أشرف عطية بسفر الطفل اليوم للقاهرة بالطائرة بعد اتخاذ كافة الإجراءات الطبية لتأمين وصوله بسلام من خلال مرافقة طاقم طبى متخصص وبتواجد مدير عام الإسعاف الجوى التابع لهيئة الإسعاف بدلًا من سفره بسيارة الإسعاف بريًا حيث إن حالته لا تسمح بذلك.
وأبلغت وزيرة الصحة للطفل محمد مصطفى بأنه سيتم علاجه بمستشفي الشيخ زايد التخصصى وسيلقى رعاية طبية كاملة على مدى 6 أشهر مع فترة التأهيل الطبيعى بعد الانتهاء من إجراء العمليات الجراحية اللازمة.
وفى نفس السياق أكد محافظ أسوان لوالد الطفل محمد بأنه سيتابع أولًا بأول حالة الطفل محمد مصطفى وسيتم تقديم كافة التسهيلات الممكنة لأسرته خلال علاجه بالقاهرة، وهو الذى يتوازى مع القصاص العادل من الشخص الذى تسبب في إصابته، حيث إن هناك اهتمام بالغ من النائب العام المستشار حمادة الصاوى والذى أمر بحبس المتهم بوضعه داخل عجان المخبز الآلي الذى كان يعمل به الطفل لمساعدة أسرته على مواجهة المتطلبات المعيشية اليومية.