أكد قداسة البابا فرانسيس، خلال لقائه مع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن هذه الزيارة اليوم تقويّ روابط الصداقة والأخوّة التي تربط كرسي بطرس، بكرسي مرقس، الوريث لميراث نفيس من شهداء ولاهوتيين ورهبان قديسين وتلاميذ أمناء للمسيح شهدوا للإنجيل عبر الأجيال، وغالبًا في أوضاع في غاية الصعوبة. وتابع البابا فرانسيس بقوله: منذ أربعين سنة شكّل الإعلان المشترك لأسلافنا حجر الأساس في المسيرة المسكونية، ومنه نشأت لجنة للحوار اللاهوتي بين كنيستينا وأعطت نتائج جيّدة، وهيأت التربة لحوار أشمل بين الكنيسة الكاثوليكية وسائر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية. وتابع: نريد أن ننسى المسافة الطويلة التي قطعناها، والتي تحققت في أوقات شراكة منيرة، والحوار والرغبة في بناء شركة المحبة المتبادلة يومًا بعد يوم، وسنتمكن من تحقيق خطوات جديدة ومهمة في مسيرتنا نحو الوحدة الكاملة. وخاطب البابا فرانسيس، قداسة البابا تواضروس بقوله: علمت بمبادرات الاهتمام والأخوة التي قمتم بها منذ بداية خدمتكم تجاه الكنيسة القبطية الكاثوليكية، وراعيها البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، وسلفه الكاردينال أنطونيوس نجيب، وبتأسيسكم ل“,”المجلس الوطني للكنائس المسيحية“,” الذي يمثل علامة مهمة لرغبة جميع المؤمنين بالمسيح ليطوروا في حياتهم اليومية علاقات أكثر أخوة ويضعوا أنفسهم في خدمة المجتمع المصري بأسره، إذ أنهم يشكلون جزءًا لا يتجزأ منه، كما أن الجهد الذي تقومون به من أجل الشراكة بين المؤمنين بالمسيح، وسهركم على مصير بلدكم ودور الجماعة المسيحية داخل المجتمع المصري يجد صدى عميقًا في قلب خليفة بطرس وقلب الجماعة الكاثوليكية بأسرها. من جانبه عبر البابا تواضروس، عن ترحيبه بالوجود بالفاتيكان ولقائه مع بابا روما، وأن هذه الزيارة تاريخية في علاقة الكنيستين، متمنيًا تحقيق الوحدة الشاملة نحو الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية. أوضح البابا بقوله: تعد هذه الزيارة هي الزيارة الخارجية الأولى لي منذ تنصيبي في نوفمبر الماضي، إنني أزور قداستكم قادما من مصر “,”بلد النيل“,”، تلك البلد التي تتمتع بموقعها الجغرافي المتميز، والتي ولدت بها الثقافة الأعرق في العالم ألا وهي الحضارة الفرعونية، فمصر هي مهد العديد من الحضارات الهامة من العصور القديمة: اليونانية والرومانية، والقبطية، وأخيرا الإسلامية. نوه قداسته بقوله : كنت حريصا على الاشتراك في تنصيب مصر الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكنيسة الكاثوليكية، وأسسنا أيضا مجلس كنائس مصر بالاشتراك مع كافة الكنائس المصرية للتعبير عن التضامن والمحبة . وفي هذا الاطار أكد البابا تواضروس، لإذاعة الفاتيكان، أنه سعيد بهذه الزيارة التي تعد الأولى بعد زيارة البابا شنودة المتنيح في 1973، وأن الوحدة والشراكة بين الكنائس المصرية هدفها تدعيم الوحدة والترابط الذي يجمع الكنائس المصرية رغم تنوعها.