ألقت المشاكل التي تعانى منها بعض الشركات الإنتاجية وانخفاض كم الإنتاج الفني هذا العام بشكل كبير جدا - بسبب الأوضاع السياسية السيئة في البلاد, بظلالها على موارد نقابة المهن التمثيلية التي لجأت إلى الودائع المالية لديها للوفاء بالتزاماتها. وتواجه نقابة المهن التمثيلية مأزقا ماليا خطيرا في المستقبل بسبب عدم قدرة شركات الإنتاج على دفع نسبة الرسم النسبي من أجور الفنانين الأعضاء العاملين والمقدرة بحوالي 2% إضافة إلى عدم قدرة فقراء الفنانين على دفع رسوم اشتراكاتهم السنوية والبالغة حوالي 110 جنيهات بسبب ندرة العمل. الفنان سامح الصريطي, وكيل نقابة المهن التمثيلية, قال: “,”بالتأكيد نحاول بقدر المستطاع تحقيق توازن بين زيادة المصروفات والعجز في الواردات حتى لا نشعر بالعجز المالي، والمسألة صعبة.. فللأسف ظروف شركات الإنتاج تجعلها غير قادرة على الالتزام بسداد نسبتها لدى النقابة وهي غير منتظمة في دفع الرسم النسبي من أجور الأعضاء العاملين وهي 00.2%“,”. وأضاف أن اشتراكات الأعضاء السنوية لا تمثل نسبة كبيرة وهي غير قادرة على تغطية النفقات المتمثلة في الإعانات والعلاج والرعاية الاجتماعية والمعاشات ومرتبات العاملين، لافتا إلى أن النقابة حاليا تلجأ إلى فوائد ودائع قديمة لديها لسد العجز في المصروفات والوفاء بالتزاماتها، محذرا من أن استمرار توقف عجلة الإنتاج الفني وبطالة الفنانين سيؤدي إلى إفلاس النقابة. الفنان سامح الصريطي, استبعد احتمال هجرة الفنانين المصريين إلى الخارج في حال استمرار الأوضاع الفنية السيئة وقال: “,”تأتي النتائج وفق المقدمات وإذا استمر التدمير المنظم لأي قطاع أو مجال أكيد سيؤدي ذلك إلى الهجرة، ومع ذلك فإن الفنان المصري سيموت في بلده، حتى إذا لم يحصل على قوت يومه.. إما أن يثور أو يموت. وأكد أن مصر مكانتها عالية جدا بفنها والبلاد العربية تشيد بالممثل المصري في كل المهرجانات والمناسبات في حين يجري التطاول عليه وسبه في بلده من فضائيات دينية وعقول ظلامية ممن يسيئون للدين ولا يقدرون قيمة الفن في نهضة الشعوب. لافتا إلى أن هناك محاولة لتدمير الفن المصري وتهديد الفنانين ولم يتحرك أحد، مطالبا الدولة بالاهتمام بالفن كقوة ناعمة لأن في نهضة الفن وانتعاشه رواج سياحي واقتصادي يجعلك تتطور وتصبح أمام العالم متقدما ومتحضرا. واستشهد الصريطي بفترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عندما كان العرب والأجانب يقدمون إلى مصر للاستماع إلى حفلة من حفلات كوكب الشرق أم كلثوم أو عبدالحليم أو مشاهدة أفلام عادل إمام وغيرهم من المبدعين والموهوبين بشكل جعل مصر تحتل مكانة مرموقة ولها نفوذ في العالم الثالث لوجود اهتمام دولي بقواها الناعمة. وأكد حلمي فودة أمين صندوق نقابة المهن التمثيلية أن الوضع متعثر جدا والفنانون ظروفهم صعبة من ندرة العمل وتوقف عجلة الإنتاج ولذلك النقابة تسهل على الأعضاء وتعفيهم من الاشتراكات السنوية، لافتا إلى أن معظم شركات الإنتاج متأخرة في سداد النسبة المقررة عليها من إنتاج أفلام ومسلسلات ومسرحيات للنقابة وتسدد حصتها على مدار السنة وبالتقسيط المريح. وأشار إلى أن حجم المتحصل من الأموال المستحقة للنقابة لدى كل جهات الإنتاج يبلغ حوالي 25% فقط في حين تصل نفقات العلاج حوالي من 2.5 إلى 3 ملايين جنيه ومصروفات المعاشات للفنانين الذين لا يعملون لظروف صحية وكبار السن إلى حوالي 4 ملايين جنيه في السنة، وبالتالي يصل إجمالي المصروفات من 7 إلى ثمانية ملايين جنيه سنويا، لافتا إلى أن النقابة تعتمد أيضا في وارداتها على تبرعات بعض نجوم الفنانين ورجال الأعمال في “,”صندوق الخير“,” تصرف في العلاج والتكافل والمتعثرين من الفنانين . وأوضح أن النقابة تصرف إعانات اجتماعية ثابته شهرية لفنانين توقفوا عن العمل بشكل كامل لظروفهم الصحية، وهناك إعانات تصرف لفقراء الفنانين مع قلة الإنتاج كما يحدث حاليا نظرا للاضطرابات السياسية في مصر، مؤكدا أن النقابة لا تستطيع دفع مرتبات شهرية ثابتة لكل الفنانين العاطلين لأن النقابة لا تحصل على أي دعم من الدولة وتعتمد على مواردها الذاتية وهي تحاول توفير فرص العمل قدر الإمكان بالاتصال بالشركات والمنتجين لضبط سوق العمل من الدخلاء على الفن. وأشار إلى أن هناك عدة ودائع لدى النقابة وهي تحاول عدم الاقتراب منها وتعتمد فقط على فوائدها فقط في الأزمات كما حاصل الآن وهذه الودائع تكفي لمدة ثلاث سنوات لافتا إلي أن النقابة بصدد إقامة دار مسنين لكبار الفنانين ومشروع إسكان شباب الفنانين وحجم المدخرات لا تفي بإقامة المشروعين وفي حالة الدخول في تنفيذ هذه المشاريع ستتعرض النقابة لهزة مالية عنيفة. وأكد أمين صندوق حلمي فودة صندوق نقابة المهن التمثيلية أن النقابة قادرة على السيطرة على الأوضاع في هذه الظروف الصعبة ولكن تخشى من استمرار تردي عملية الإنتاج وتأثيرها السلبي في المستقبل على موارد النقابة، وناشد الشركات المنتجة سداد كل المستحقات حتى لا تفلس النقابة. وقال “,”إنه رغم الظروف القاسية التي تمر بها الحالة الفنية كاملة خلال العامين الماضيين إلا أن مجلس النقابة الحالي نجح في زيادة ودائع النقابة وإن كانت الزيادة طفيفة نظرا لحجم المصروفات وتوقف العمل وقلة حجم الإنتاج الفني“,”. وعن التوقعات المستقبلية للأوضاع الفنية قال “,”المنتجون أنفسهم يرون أن المستقبل مظلم لأن حجم البطالة الفنية كبير جدا وهذا يضاعف حجم الإعانات الاجتماعية للنقابة ولكن مع ذلك نحن نتفاءل خيرا وسنبذل قصارى جهدنا للخروج بالنقابة من هذا المأزق المظلم “,”. يذكر أن لدى نقابة المهن التمثيلية 3500 فنان عضو عامل بخلاف الأعضاء على المعاش، يدفع الفنان في العام 50 جنيها عضوية نادي النقابة و60 جنيها اشتراك، كما تمتلك النقابة فلوس بالملايين لدى شركات إنتاجية حكومية وهي تصبر في تحصيلها لأن ظروف مصر الاقتصادية تجعل المجال الفني يعاني. أ ش أ