ألقت المشاكل التي تعانى منها بعض الشركات الإنتاجية وانخفاض كم الانتاج الفني هذا العام بشكل كبير جدا بسبب الأوضاع السياسية السيئة في البلاد بظلالها على موارد نقابة المهن التمثلية التي لجأت إلى الودائع المالية لديها للوفاء بالتزامتها. تواجه نقابة المهن التمثيلية مأزقا ماليا خطيرا في المستقبل بسبب عدم قدرة شركات الانتاج على دفع نسبة الرسم النسبي من أجور الفنانين الأعضاء العاملين والمقدر بحوالي 2 \% إضافة إلى عدم قدرة فقراء الفنانين على دفع رسوم اشتراكاتهم السنوية والبالغة حوالي 110 جنيهات بسبب ندرة العمل. ولدى نقابة المهن التمثيلية 3500 فنان عضو عامل بخلاف الأعضاء على المعاش،يدفع الفنان في العام 50 جنيها عضوية نادي النقابة و60 جنيها اشتراك، كما ان تمتلك النقابة فلوس بالملايين لدى شركات انتاجية حكومية وهي تصبر في تحصيلها لان ظروف مصر الاقتصادية تجعل المجال الفني يعاني . الفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية يقول -للنشرة الفنية لوكالة أنباء الشرق الأوسط -"بالتأكيد نحاول بقدر المستطاع تحقيق توازن بين زيادة المصروفات والعجز في الواردات حتى لا نشعر بالعجز المالي،والمسألة صعبة فللاسف ظروف شركات الانتاج تجعلها غير قادرة على الالتزام بسداد نسبتها لدى النقابة وهي غير منتظمة في دفع الرسم النسبي من أجور الاعضاء العاملين وهي 2 \% ". وأضاف ان اشتركات الاعضاء السنوية لا تمثل نسبة كبيرة وهي غير قادرة على تغطية النفقات المتمثلة في الاعانات والعلاج والرعاية الاجتماعية والمعاشات ومرتبات العاملين،لافتا إلى أن النقابة حاليا تلجأ إلى فوائد ودائع قديمة لديها لسد العجز في المصرفات والوفاء بالتزاماتها،محذرا من أن استمرار توقف عجلة الانتاج الفني وبطالة الفنانين سيؤدي إلى افلاس النقابة . وأكد حلمي فودة أمين صندوق نقابة المهن التمثيلية أن الوضع متعثر جدا والفنانين ظروفهم صعبة من ندرة العمل وتوقف عجلة الانتاج ولذلك النقابة تسهل على الاعضاء وتعفيهم من الاشتراكات السنوية ، لافتا إلى ان معظم شركات الانتاج متأخرة في سداد النسبة المقررة عليها من انتاج أفلام ومسلسلات ومسرحيات للنقابة وتسدد حصتها على مدار السنة وبالتقسيط المريح. وأشار إلى أن حجم المتحصل من الأموال المستحقة للنقابة لدى كل جهات الانتاج يبلغ حوالي 25 \% فقط في حين تصل نفقات العلاج حوالي من 5ر2 إلى 3 ملايين جنيه ومصروفات المعاشات للفنانين الذين لا يعملون لظروف صحية وكبار السن إلى حوالي 4 ملايين جينه في السنة،وبالتالي يصل اجمالي المصروفات من 7 إلى ثمانية ملايين جنيه سنويا،لافتا إلى أن النقابة تعتمد ايضا في وارداتها على تبرعات بعض نجوم الفنانين ورجال الاعمال في "صندوق الخير" تصرف في العلاج والتكافل والمتعثرين من الفنانين . وأوضح ان النقابة تصرف اعانات اجتماعية ثابته شهرية لفنانين توفقوا عن العمل بشكل كامل لظروفهم الصحية،وهناك اعانات تصرف لفقراء الفنانين مع قلة الانتاج كما يحدث حاليا نظرا للاضطرابات السياسية في مصر،مؤكدا ان النقابة لا تستطيع دفع مرتبات شهرية ثابتة لكل الفنانين العاطلين لأن النقابة لا تحصل على أي دعم من الدولة وتعتمد على مواردها الذاتية وهي تحاول توفير فرص العمل قدر الامكان بالاتصال بالشركات والمنتجين لضبط سوق العمل من الدخلاء على الفن. وأشار إلى أن هناك عدة ودائع لدى النقابة وهي تحاول عدم الاقتراب منها وتعتمد فقط على فوائدها فقط في الازمات كما حاصل الان وهذه الودائع تكفي لمدة ثلاثة سنوات لافتا إلى ان النقابة بصدد إقامة دار مسنين لكبار الفنانين ومشروع إسكان شباب الفنانين وحجم المدخرات لا تفي بإقامة المشروعين وفي حالة الدخول ف تنفيذ هذه المشاريع ستتعرض النقابة لهذه مالية عنيفة ". وأكد أمين صندوق حلمي فودة صندوق نقابة المهن التمثيلية أن النقابة قادرة على السيطرة على الاوضاع في هذه الظروف الصعبة ولكن تخشى من استمرار تردي عملية الانتاج وتأثيرها السلبي في المستقبل على موارد النقابة،وناشد الشركات المنتجة سداد كل المستحقات حتى لا تفلس النقابة. وقال "إنه رغم الظروف القاسية التي تمر بها الحالة الفنية كاملة خلال العامين الماضيين إلا ان مجلس النقابة الحالي نجح في زيادة ودائع النقابة وإن كانت الزيادة طفيفة نظرا لحجم المصروفات وتوقف العمل وقلة حجم الانتاج الفني". وعن التوقعات المستقبلية للاوضاع الفنية قال "المنتجون أنفسهم يرون أن المستقبل مظلم لأن حجم البطالة الفنية كبير جدا وهذا يضاعف حجم الاعانات الاجتماعية للنقابة ولكن مع ذلك نحن نتفائل خيرا وسنبذل قصارى جهدنا للخروج بالنقابة من هذا المأزق المظلم ". الفنان سامح الصريطي استبعد احتمال هجرة الفنانين المصريين إلى الخارج في حال استمرار الاوضاع الفنية السيئة وقال :" تأتي النتائج وفق المقدمات وإذا استمر التدمير المنظم لأي قطاع أو مجال أكيد سيؤدي ذلك إلى الهجرة ،ومع ذلك فإن الفنان المصري سيموت في بلده،حتى إذا لم يحصل على قوت يومه أما أن يثور أو يموت ". وأكد أن مصر مكانتها عالية جدا بفنها والبلاد العربية تشيد بالممثل المصري في كل المهرجانات والمناسبات في حين يجري التطاول عليه وسبه في بلده من فضائيات دينية وعقول ظلامية ممن يسئون للدين ولا يقدرون قيمة الفن في نهضة الشعوب،لافتا إلى أن هناك محاولة لتدمير الفن المصري وتهديد للفنانين ولم يتحرك احد ، مطالبا الدولة بالاهتمام بالفن كقوة ناعمة لأن في نهضة الفن وانتعاشة رواج سياحي واقتصادي يجعلك تتطور وتصبح أمام العالم متقدما ومتحضرا . واستشهد الصريطي بفترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عندما كان العرب والأجانب يقدمون إلى مصر للاستماع إلى حفلة من حفلات كوكب الشرق أم كلثوم أو عبد الحليم أو مشاهدة أفلام عادل امام وغيرهم من المبدعين والموهبين بشكل جعل مصر تحتل مكانة مرموقة ولها نفوذ في العالم الثالث لوجود اهتمام دولي بقواها الناعمة.