أشاعت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، البهجة والفرحة في أسر الشهداء من القوات المسلحة والشرطة، بحرصها على إهداء الجزء الأول من كتاب «حكايات الولاد والأرض»، للكاتب محمد نبيل محمد، إلى أسر الشهداء. وتأتى هذه الخطوة تفعيلا لدور أصيل لأدوار ومهام الثقافة المصرية وهو رعاية الوجدان العام وصيانة الذاكرة الوطنية، وتعد خطوة تالية لهدية رئاسة الجمهورية لأسر الشهداء في أول أيام عيد الفطر، ما يعنى تنفيذ توجيه القيادة السياسية بالاهتمام بأسر الشهداء في كافة المناحى الحياتية تقديرا لما قدموه في سبيل الوطن. كما تأتى خطوة توثيق بطولات الشهداء من جوانب إنسانية، لتكشف عن علاقة الشهيد بوالدته وأسرته بما يثرى الذاكرة الوطنية ويحفظ النموذج والقدوة للأجيال القادمة، إضافة إلى تنمية مهارات الحكى لدى الأسرة، لتعود الجدة والأم تحكيان للأولاد والأحفاد عن بطولات هؤلاء الشجعان الذين ضحوا بأرواحهم في ميدان الشرف، من أجل حرية كل المصريين على حد سواء وبهدف الحفاظ على وحدة الوطن واستقلال أراضيه. وقد عبرت عفاف يوسف شاش، والدة الشهيد رائد شرطة محمد أنور جمعة، عن امتنانها لهذه المبادرة، وقيام وزيرة الثقافة بالكتابة شخصيا لأمهات الشهداء وإرسال الكتاب إلى منزل كل شهيد لما في ذلك لمحة إنسانية تستوجب التقدير والاحترام. وتؤكد «كريمة»، والدة الشهيد رائد مقاتل محمد أحمد غنيم، أن الدولة بكل مؤسساتها تدعم أسر الشهداء وكما كانت هدية الدولة صباح يوم العيد تؤكد على معان سامية أيضا اهتمام وزيرة الثقافة بالكتابة لكل أم شهيد ما يعكس مدى ما وصلنا إليه من الاهتمام بالإنسان أولا. أما نبيلة شحاتة، والدة الشهيد مجند مقاتل وليد سيد، فتقول: «رغم مرور عدة سنوات على استشهاد ابنى، إلا أن الدولة المصرية لم تنسه، إن ما فعلته وزارة الثقافة أصدق دليل على اهتمام الدولة بأسر الشهداء، ولا أستطيع أن أصف مشاعرى عندما زارنى مندوب وزارة الثقافة، يحمل خطاب الوزيرة لى شخصيا ومعه كتاب «حكايات الولاد والأرض» وعلى غلافه صورة ابنى الشهيد، وأقسم أننى رأيت ابنى من جديد في هذه الهدية وذاك الاهتمام بى وباسم الشهيد». وتشير صباح يوسف مصطفى، والدة الشهيد رائد مقاتل وائل محمد كمال، إلى أن كل عمل تقوم به الدولة يذكرنا بأبنائا يزيدنا حبا ورغبة في التضحية من أجل هذا الوطن، وما قدمته وزيرة الثقافة لنا من هدية غالية على قلوبنا جميعا تبقى في ذاكرة المجتمع، وتحفظ ذكرى الشهداء الأبطال وتدشن أسلوبا جديدا جميلا وإنسانيا وراقيا في التعامل مع أسر الشهداء. الكتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، ويوثق شهادات أمهات وزوجات وبنات شهداء الجيش والشرطة المصريين في مواجهة جماعات الإرهاب المسلح، ويقدم رصدا وتوثيقا لبطولات رجال الجيش والشرطة في حماية أمن الوطن والمواطن والمجتمع من جماعات الشر وقوى الإرهاب المسلح على أرض سيناء بالأخص. وتأتى أهمية صدور الكتاب في الوقت الراهن تأكيدا على دور الأعمال الثقافية والتنويرية في الوصول بروح بطولات الشهداء العظماء إلى النشء والمجتمع. ويقدم الكتاب على ألسنة أمهات وزوجات وبنات شهداء الجيش والشرطة؛ شهادات حية مكتملة حول سيرهم وبطولاتهم، وأبرزهم الشهيد المنسى ورفاقه، وتتبعه أجزاء أخرى تصدرها الهيئة لتوثق بطولات المئات من الشهداء. ويقول محمد نبيل في مقدمة الكتاب: «نعلم أن الرجال لا تموت بل فقط ترحل ونرث منهم الفخر والشرف.. هكذا أبطال سيناء الآن، لم تغادرنا أرواحهم بل بقوا بيننا في خلايا وجداننا، يحدثوننا ونحدثهم، يجيئون إلينا ونروح إليهم عبر حكايات أمهاتهم ورسائل زوجاتهم ونداءات بناتهم.. ذاك الشهيد الخالد في قلوب المصريين تزدان بذكراه أجمل زوايا منازلنا بصورته مع رفقاء الميدان أو وهو قابض على سلاحه مبتسما، أو شهادة بطولة من القوات المسلحة أو الشرطة للبطل الشهيد أو حتى ملابسه المخضبة بدمائه الزكية في خزانة أسرته تتكحل بها أمه؛ وتتقوى بها زوجته وتفتخر بها ابنته». ويتابع المؤلف: «حكايات الولاد والأرض؛ تحكيها لنا أم ذاك الشهيد أو زوجته أو ابنته، ربما كان في الحكى إعادة لنثر بذور الولاء لهذا الوطن في نفوس القادم من الأجيال، وربما تكون تلك الحكايات سلاحا جديدا وحقيقيا».