صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الشاعر سعد عبد الرحمن رواية "الصخب والعنف" للكاتب الشهير وليام فوكنر، ترجمة محمد يونس. وفي مقدمة الكتاب يبدأ جان بول سارتر بعنوان "الزمن في الصخب والعنف" قائلا: إن أول ما يفاجئ القارئ لرواية "الصخب والعنف" هو غرابة تكنيكها ويتسأل سارتر، ما الذي جعل فوكنر يجزئ الزمن في روايته، ويمزج هذه الأجزاء بلا ترتيب! ولماذا كانت أول نافذة تفتح علي العالم الروائي فيها مَروية من خلال وعى معتوه؟ الأمر الذى يدفع القارئ إلى أن يبحث عن علاقات توجهه، وإلى إعادة ترتيب الأحداث زمنيا، ويقول فوكنر في كلمة له في تصدير الرواية أنه قد كتب هذه الرواية وتعلم أن يقرأ، كما تعلم القليل عن فن الكتابة عندما كتب رواية "راتب جندي"، كما تعلم كيف يتعامل مع اللغة والكلمة، لا بقدر كبير من الجدية كما يفعل كاتب المقال عادة، بل بنوع من الاحترام الحذر، ويُشبه لغة كتابة الرواية كما لو كان يتعامل مع الديناميت؛ فقط تعامل معها بمرح كما يتعامل مع النساء، وربما بنفس القدر من النوايا الخفية والخبيثة نوعا ما، ولكن عندما انتهي من رواية "الصخب والعنف" أكتشف أن هناك بالفعل شيئًا يمكن أن ينطبق علي مصطلح "الفن" ذلك المصطلح الذي بلى من كثرة استعماله منذ القدم، كما اكتشف انه استخدم كل ما قرأ من هنرى جيمى، مرورا بهينتي، حتي جرائم القتل التي نشرتها الصحف، وهي الروايات والكتب والصحف التي قرائها دون أن يهضمها مثل الحيوانات المجترة، وبعد كتابته رواية "الصخب والعنف"، تعلم أن يقرأ ثم تخلي عن القراءة .