افتتحت مكتبة الإسكندرية، أمس الثلاثاء، في مقر بيت السناري بحي السيدة زينب - والتابع للمكتية - موقع الخيل العربي المصري، وهو أول موقع مصري يرصد تاريخ وجود الخيل في مصر ويصدر عن مؤسسة رسمية. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين - في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور خالد عزب - إن الهدف الرئيسي للمشروع هو توثيق الجهود المصرية تاريخيا في الحفاظ على نقاء سلالة الحصان العربي في مصر، واستعراض جوانب أخرى في عالم الخيل قد لا تبدو كثيرا للعامة. وأكد الدكتور أيمن فريد أبو حديد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي - في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد هاشم، رئيس الهيئة الزراعية المصرية - أنه من دواعي السرور أن تطلق المكتبة أول موقع مصري للخيل العربي المصري الأصيل تحت رعايتها، تلك المكتبة التي أثبتت عبر التاريخ أنها كانت - وما زالت - المنارة العلمية التي أمدت كل بلدان العالم بجميع أنواع التكنولوجيا والمعرفة، وكونها تتبنى الحصان العرب الأصيل فهذه واحدة من أهم الأعمال التي تشارك بها في الحفاظ على هذا التراث. وقد شهد الحفل لفيف من مربيّ الخيول وأصحاب المزارع في مصر، إضافة إلى قيادات وزارة الزراعة ومحطة الزهراء، بيت ومنشأ الخيول في مصر، وبدأت مراسم الاحتفال بكلمة ألقاها الدكتور خالد عزب، عرّف فيها بتاريخ هذا البيت الأثري في حي السيدة زينب والذي أنشئ عام 1794، واستضاف الحملة الفرنسية فترة من الزمن، ورسم فيه كتاب "وصف مصر"، ثم توجه الحاضرون لافتتاح معارض السادة المصورين المشاركين: الدكتور نصر مرعي، الرسام أسامة أبو السعود، مهاب الشيات ومحمد ياور، ثم بدأت محاضرات السادة: الأستاذ عمرو شلبي، مدير الموقع الإليكتروني الجديد، والذي عرض بشكل مفصل لصفحات الموقع للمشاركين، ثم الدكتور محمد يوسف معتوق المستشار البيطري للهيئة الزراعية المصرية وأستاذ رعاية الخيل بجامعة القاهرة، والذي تحدث عن جمال الخيل العربي ومواصفاتها الأصيلة، ثم الأستاذ حسام رستم رئيس مجلس إدارة نادي ركاب خانا لتعليم الفروسية، والذي تحدث عن إدارة الاسطبلات الملكية في العصر المملوكي، ثم تحدث الأستاذان: سعود الطحاوي، وياسر غانم، واللذان تحدثا عن الخيول العربية الأصيلة عند بدو الطحاوية ودورهم في الحفاظ عليها. من جانبه، أشار المهندس أحمد سمير مدير إدارة التطبيقات والحلول المؤسسية - المسؤولة عن الجانب التقني للموقع - إلى أن عملية ربط المحاور المختلفة للموقع تمت بشكل جديد يسهّل من عملية التصفح ويبين الفكرة الرئيسية للموقع جمالاً وتاريخاً. يذكر أن تاريخ الخيل العربي في مصر يرجع إلى عدة قرون، ففي القرن الثالث عشر استورد السلطان الناصر بن قلاوون والسلطان برقوق عددا ضخما من الخيول العربية من شبه الجزيرة العربية، وفي بداية القرن التاسع عشر استورد محمد علي باشا ( 1769 - 1848" - مؤسس مصر الحديثة - عددا قليلا من أنقى السلالات العربية من شبه الجزيرة العربية وذلك بعد عام 1811، وقد واظب على الاستيراد من بعده ابنه إبراهيم باشا ( 1789 - 1848 ) وحفيده عباس حلمي الأول ( 1813 - 1854 ) الذي أنفق أموالًا طائلة في سبيل اقتناء الخيول العربية الأصيلة، وجمع معلومات عنها من قبائل شبه الجزيرة العربية، وترك عباس حلمي الأول بعد وفاته خيوله العربية لابنه إلهامي باشا، الذي لم يكن متحمِّسًا لتربيتها، ولحسن الحظ فقد اشترى علي باشا شريف معظم هذه الخيول واعتنى بها، وقبل وفاة علي باشا شريف عام 1897 بلغ عدد خيوله نحو 400 حصان، وقد بيعت خيوله في مزاد عام، وكان معظم مربيّ الخيول المصريين من العائلة المالكة، مثل الخديو عباس حلمي الثاني، الأمير أحمد كمال، الأمير محمد علي توفيق، الأمير كمال الدين حسين وغيرهم. وفي عام 1908 تم تكليف قسم تربية الحيوان بالجمعية الزراعية الملكية بالبدء في تربية خيول عربية أصيلة، بعد الحصول على أفضل سلالاتها، تلك المنحدرة من خيول عباس حلمي الأول، وذلك من الخديو عباس حلمي الثاني والأمير محمد علي توفيق، وليدي آن بلانت وابنتها ليدي ونترورث، وقد جمعت هذه الخيول في مزرعة بهتيم، وفي عام 1928 اشترت الجمعية نحو 60 فدانًا في كفر فاروق بصحراء عين شمس شرق القاهرة، وذلك لتهيئة ظروف أشبه ما تكون بالبيئة الطبيعية للخيول العربية، وقد انتقلت الخيول إلى المزرعة الجديدة والمعروفة الآن بمحطة الزهراء، والتي تبعد عن مطار القاهرة الدولي بنحو 15 دقيقة، وفي عام 1952 تحول اسم الجمعية الزراعية الملكية إلى الهيئة الزراعية المصرية، وهي الآن جهة التسجيل الرسمية للخيول العربية في جمهورية مصر العربية.