ينظم بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، معرض واحتفالية تحت عنوان "تاريخ الخيل العربي"، الاثنين المقبل. يبدأ الاحتفال باستقبال الزوار والضيوف بالمدخل الرئيسي لبيت السناري في الخامسة، ثم افتتاح معرض الصور للسادة المصورين المشاركين، وفي تمام الخامسة والنصف، سيلقي الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية كلمة بمناسبة الافتتاح، ويعقبها كلمة لوزير الزراعة الدكتور أيمن فريد أبو حديد أو من ينوب عنه، وبعدها سيقوم عمرو مصطفى شلبي بعرض الموقع الإلكتروني الخاص بالخيل العربي، وفي تمام الساعة السادسة، سيلقي الدكتور محمد يوسف معتوق، كبير أطباء محطة الزهراء كلمة عن الحصان العربي في مصر، وبعده سيلقي حسام رستم رئيس نادي ركاب خانة لتعليم الفروسية كلمة عن اسطبلات الخيول في العصر المملوكي، وتأتي كلمة ياسر غانم، الطحاوي سعودي عن خيول الطحاوية في الختام، وبعدها سيكون هناك فترة استراحة ونقاش مفتوح وأسئلة صحفيين وصور تذكارية. صرح الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية أنه سيتم الاحتفال بافتتاح موقع الخيل العربي المصري على شبكة الإنترنت، حيث عكفت المكتبة خلال فترة كبيرة من جهود البحث والتوثيق على توثيق تاريخ وجود الخيل في مصر، ودور أهلها في الحفاظ على نقاء سلالته عبر الموقع الإلكتروني. وتصدر المكتبة بهذه المناسبة كتيب يشرح محتوى الموقع بقدر من التفصيل، والهدف الرئيسي للمشروع هو توثيق الجهود المصرية تاريخيًا في الحفاظ على نقاء سلالة الحصان العربى المصرى الأصيل، إضافة لاستعراض جوانب أخرى في عالم الخيل قد لا تبدو كثيرا للعامة. والحصان العربي المصري من أهم وأقوى سلالات الخيول على مستوى العالم وأغلاها ثمنًا، كما أنه أيضًا من أجمل الخيول الموجودة على الإطلاق؛ فقوامه وجسمه يعبران عن روعة في الجمال والتناسق، كما يعد مصدرًا هامًا للمهتمين بتربية الخيول لتوليد أفضل وأنقى سلالات الخيل في العالم كله وكذلك أسرعها، ولا عجب من أن الخيول المصرية تمثل 4% من دماء الخيول الموجودة على مستوى العالم. وهناك مزارع كثيرة منتشرة في جميع أرجاء العالم متخصصة في إنتاج الخيول المصرية فقط. الجدير بالذكر إن تاريخ مصر أشار إلى الحفاظ على نقاء سلالة الخيل العربي المصري والمحافظة عليه عبر العصور المختلفة حافل جدًّا وكثير من الناس لا يعرفون عنه شيئًا، ومن هنا جاءت فكرة هذا الموقع الإلكتروني لعرض وتعريف القراء والمهتمين بتاريخ وجود الخيل في مصر، والذي خصصت صفحاته بصورة خاصة للخيل العربي المصري، وبصورة عامة للخيول العربية وأفردت أقسامها لتناول: الخيل عند العرب، تاريخ الخيل في مصر، خطوط الأنساب المصرية، عالم الخيل، مرابط ومنظمات، أقوال ومقالات في الخيل. والهدف من ذلك هو أن يكون هناك مصدر موثق لكل ما يتعلق بالخيل العربي المصري في مكان واحد يكون مقصدًا لكل المحبين والمهتمين بالخيول العربية المصرية. ويذكر أن تاريخ الخيل العربى في مصر يرجع إلى عدة قرون، ففى القرن الثالث عشر استورد السلطان الناصر بن قلاوون والسلطان برقوق عددا ضخما من الخيول العربية من شبه الجزيرة العربية، وفى بداية القرن التاسع عشر استورد محمد على باشا (1769 -1848) مؤسس مصر الحديثة عددا قليلا من أنقى السلالات العربية من شبه الجزيرة العربية، وذلك بعد عام 1811، وقد واظب على الاستيراد من بعده ابنه إبراهيم باشا (1789 - 1848) وحفيده عباس باشا الأول (1813 - 1854)، الذي أنفق أموالًا طائلة في سبيل اقتناء الخيول العربية الأصيلة، وجمع معلومات عنها من قبائل شبه الجزيرة العربية، ترك عباس باشا الأول بعد وفاته، خيوله العربية لابنه إلهامى باشا الذي لم يكن متحمسًا لتربيتها، ولحسن الحظ فقد اشترى على باشا شريف معظم هذه الخيول واعتنى بها، وقبل وفاة على باشا شريف عام 1897 بلغ عدد خيوله نحو 400، وقد بيعت خيوله في مزاد عام، كان معظم مربى الخيول المصريين من العائلة المالكة مثل الخديوى عباس حلمى الثانى، الأمير أحمد كمال، الأمير محمد على توفيق، الأمير كمال الدين حسين وغيرهم. وفى عام 1908 تم تكليف قسم تربية الحيوان بالجمعية الزراعية الملكية بالبدء في تربية خيول عربية أصيلة بعد الحصول على أفضلها، تلك المنحدرة من خيول عباس باشا الأول، وذلك من الخديوى عباس باشا حلمى الثانى والأمير محمد على توفيق، وليدى آن بلانت وابنتها ليدى ونترورث، وقد جمعت هذه الخيول في مزرعة بهتيم.