قال الإعلامي عبد الرحيم علي، رئيس تحرير "البوابة نيوز"، في افتتاح حلقته من برنامج "الصندوق الأسود"، الذي عرض أمس على قناة "القاهرة والناس"، إن شهادة الشهيد العقيد محمد مبروك ستكون بمثابة السلم الذي سيصعد عليه الرئيس المعزول محمد مرسي ورفاقه إلى حبل المشنقة. وشدد عبد الرحيم علي، على أن أخطر فترة في تاريخنا هي الستة أشهر القادمة التي ستجرى فيها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لذا يجب أن نأخذ الحيطة من كل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن، حتى نصل إلى انتخاب رئيس يحمل الهم الوطني وبرلمان قوي يحمل الهم التشريعي، يحافظان على استقلال الوطن. واستعرض الإعلامي عبد الرحيم علي، الجزء الثالث من شهادة محمد مبروك، التي أكدت وجود تنسيق بين حركة حماس وجماعة الإخوان خلال الفترة قبل 25 من يناير لتشكيل بؤر إرهابية تعتنق الفكر الإخواني. وقال مقدم "الصندوق الأسود"، إن شهادة العقيد الشهيد محمد مبروك أدلى بها في الفترة بين شهري يوليو وأغسطس 2013 بين يدي المستشار حسن سمير، قاضي التحقيق في قضية الهروب من سجن وادي النظرون، ثم قدمها إلى المستشار تامر الفرجاني المحامي العام لنيابة أمن الدولة. وجاء في الشهادة أنه في عام 2008 تم رصد مكالمات بين حماس وجماعة الإخوان الإرهابية وحزب الله، تسعى لتشكيل البؤر لخدمة مصالح الجماعة في مصر. وفي يوم 16 و19 فبراير 2009 توجه الإخواني حازم فاروق منصور لحضور اجتماع لمناصرة المقاومة ومناهضة الإمبريالية في بيروت والتقي فيها الفلسطيني أبو هشام وهو مسئول حماس في لبنان، وطالب فيها بالتعاون من أجل إسقاط النظام المصري القائم باعتباره يهدد الجماعة في مصر وروافدها في الخارج. وأكد فاروق أن هناك تنسيقًا بين الجماعة وقيادات القوى السياسية في مصر من أجل إسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، في أسرع وقت ممكن. في الفترة بين 15 و17 يناير 2010 تم رصد وفد إخواني آخر زار لبنان يضم متولي عبد المقصود، وسعد الكتاتني وحسين إبراهيم ومحمد البلتاجي وإبراهيم أبو عوف وأسامة سعد جادو، وحازم فاروق إلى العاصمة اللبنانيةبيروت في مؤتمر دعم المقاومة، والتقوا محمد نزال مسئول بحركة حماس واستفسر منهم عن عدد من الأمور تخص مصر وهي: 1- أوضاع جماعة الإخوان عقب تولي محمد بديع منصب المرشد وطبيعة شخصيته. 2- خلفيات استبعاد عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب من مكتب الإرشاد. 3- الاستعلام عن الوضع الداخلي في مصر في ظل تردد أنباء عن ترشح مدير المخابرات العامة اللواء الراحل عمر سليمان. 4- قدرة الجماعة على زعزعة الاستقرار في البلاد. 5- مدى نفوذ المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق، والنفوذ السياسي لرجال الأعمال المصريين. 6- إمكانية فتح قنوات اتصالات مع الباحثين في مركز الأهرام للدراسات. من جانبهم، أكد الوفد الإخواني أن السبب في استبعاد أبو الفتوح وحبيب كان بهدف سيطرة القطبيين على الجماعة والاثنان يمثلان التيار الإصلاحي، وهو الأمر الذي يسبب عائقًا حال السيطرة على السلطة. وفي نهاية اللقاء، أكد "نزال" اتجاه حماس وحلفائها الإقليميين على رأسهم إيران لتغيير النظام في مصر. وفي تعقيبه، قال عبد الرحيم علي، إن عام 2010 حسم الصراع داخل الجماعة بين التيار الإصلاحي المؤمن بالتغيير التدريجي والتيار القطبي، والذي انتهى بصعود المرشد محمد بديع كممثل للتيار القطبي أحد المتهمين في قضية 65 مع سيد قطب باغتيال جمال عبد الناصر، وصدر ضده حكم لمدة 15 سنة، وتم العفو عنه من قبل الرئيس الراحل أنور السادات في 1974 بعد مضي 9 سنوات، والمتهم فيها أيضًا النائب الأول محمود عزت وخرج بنفس العفو. وأضاف رئيس تحرير "البوابة نيوز"، أنه بعد سيطرة التيار القطبي بدأ التفكير بجدية في الانقلاب على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك عبر استغلال الفوضى. وأضاف: الجناح القطبي داخل الجماعة كان يؤمن بأن التغيير سيأتي عبر انقلاب عسكري أو ثورة مسلحة، أو الفوضى بمساعدة قوى إقليمية، واختاروا في نهاية أغسطس 2010 فكرة الفوضى التي من خلالها يهدم النظام ويدخلون لسرقة السلطة في لحظة من الزمان عبر عقد اتفاقيات مع المجلس العسكري. وأضاف رئيس تحرير "البوابة نيوز"، أنهم حاولوا بالفعل مع المجلس العسكري عقد اتفاق معهم للوصول للسلطة عبر تغيير نظام الحكم إلى برلماني، إلا أن رفض المجلس العسكري وإصراره على النظام الرئاسي جعلهم يصعدون ضد الدول المصرية ورشحوا خيرت الشاطر للرئاسة ومن بعده المعزول محمد مرسي. ثم استعرض "علي" في تحليله أسباب سؤال حماس عن ترشح عمر سليمان للرئاسة ونفوذ المشير حسين طنطاوي وسبل دعم التواصل مع الباحثين في مركز الأهرام. وقال عبد الرحيم علي، إن حماس كانت لديها نية لإشعال المنطقة وإدخال إيران في المنطقة، لإشعال حرب بين مصر وإسرائيل في هذا التوقيت، لإتاحة الفرصة لإيران للسيطرة على المنطقة، لذلك رفضت حماس كل سبل تحقيق المصالحة مع فتح، التي كانت تتبناها مصر للوصول إلى قيادة موحدة وسلطة موحدة في الأرض المحتلة بالكامل لمواجهة الكيان الصهيوني بالسلاح والسياسية في آن واحد.