قالت الشرطة السويسرية إن مساعد الطيار في طائرة إثيوبية مخطوفة سلم نفسه للسلطات السويسرية في جنيف اليوم الاثنين بعد ان حول مسار طائرته لكي يطلب حق اللجوء في سويسرا. وسيطر مساعد الطيار الذي قالت اثيوبيا ان اسمه هيليميدهين ابيرا تيجيجن (31 عاما) على الطائرة عندما غادر الطيار قمرة القيادة متوجها لدورة المياه. وقال بيير جرانجين المتحدث باسم الشرطة في مؤتمر صحفي إنه بعد هبوط الطائرة غادر مساعد الطيار الطائرة عن طريق نافذة قمرة القيادة دون ان يلحق أذى بالركاب أو افراد الطاقم. واضاف انه لم يكن يحمل اي سلاح. وقال جرانجين "بعد الهبوط مباشرة خرج مساعد الطيار من قمرة القيادة وركض نحو الشرطة وقال (أنا خاطف الطائرة). وقال انه ليس آمنا في بلده وانه يريد الحصول على حق اللجوء." وتتهم المعارضة ونشطاء حقوق الانسان في اثيوبيا الحكومة بتضييق الخناق على المعارضين وتعذيب المعتقلين السياسيين. ولكن من النادر بالنسبة لمسؤولي الحكومة وموظفي شركة الخطوط الجوية الاثيوبية التي تديرها الدولة طلب حق اللجوء. وكان آخر مسؤول كبير يفعل ذلك قد هرب الى الولاياتالمتحدة في عام 2009 . وقالت اثيوبيا ان مساعد الطيار يعمل في شركة الخطوط الجوية الاثيوبية منذ خمسة اعوام وليس له اي سجل جنائي. وقال رضوان حسين المتحدث باسم الحكومة الاثيوبية في مؤتمر صحفي "من المعروف حتى الان ان حالته العقلية طبيعية من الناحية الطبية الى ان يثبت عكس ذلك من خلال التحقيقات الجارية حاليا." واضاف رضوان ان اثيوبيا قد تطلب تسليمه اليها. وقال ان الطيارين التابعين للخطوط الجوية الاثيوبية لديهم تأشيرات للسفر بحرية الى اوروبا مضيفا انه ليس من المنطق ان يخطف شخص طائرته بالنظر الى "ان قوانين مكافحة الخطف في اي دولة تكون صارمة" وقد تقود إلى السجن لمدة 20 عاما. وقال رضوان ان 139 ايطاليا و11 أمريكيا واربعة فرنسيين كانوا ضمن ركاب الطائرة البالغ عددهم 193 شخصا. وقال شاهد من رويترز انه عندما غادر الركاب الطائرة التي كانت تقف بالقرب من نهاية المدرج قامت الشرطة بتفتيشهم وهم يضعون أيديهم على رقابهم. وكانت الطائرة قد غادرت العاصمة الاثيوبية أديس أبابا في رحلتها رقم إي تي 702 مساء الاحد في طريقها الى روما. وقال جرانجين إن الطائرة اختطفت نحو الساعة 0330 بتوقيت جرينتش أثناء تحليقها فوق شمال ايطاليا. وقال إن مساعد الطيار الذي ولد في إثيوبيا عام 1983 أغلق باب قمرة القيادة عندما ذهب الطيار إلى دورة المياه ثم طلب التزود بالوقود في جنيف وهبط بالطائرة ثم نزل من نافذة قمرة القيادة على حبل وسلم نفسه للشرطة. وقال روبرت ديلون الرئيس التنفيذي لمطار جنيف ان المراقبين الجويين علموا بأن الطائرة خطفت عندما بعث مساعد الطيار بإشارة استغاثة. وقال "هناك ... شفرة للاختطاف. ولذلك فان مساعد الطيار وضع الرمز الذي يعني (لقد خطفت الطائرة للتو)." وعندما كانت الطائرة فوق ايطاليا في ذلك الوقت سارعت مقاتلتان ايطاليتان بمرافقتها. وتسببت الازمة التي لم تستمر طويلا في جنيف صباح يوم الاثنين في الغاء بعض الرحلات القصيرة وتم تحويل بعض الطائرات القادمة الى مطارات اخرى. وسعى مئات الركاب الحاجزين على الرحلات الملغاة لتغيير تذاكرهم. وفي تسجيل على ما يبدو لاتصال لاسلكي بين الطائرة وبرج المراقبة في المطار بث على موقع تويتر على الانترنت أمكن سماع طلب مساعد الطيار حق اللجوء. ولم يتسن لرويترز التأكد من صحة التسجيل من مصدر مستقل ولم يتضح على الفور ما إذا كان الخاطف أو الطيار هو الذي يتحدث من الطائرة. وقال الصوت في التسجيل "نريد حق لجوء أو تأكيدا بأنه لن يجري تسليمنا إلى الحكومة الإثيوبية." وكان مواطنون اثيوبيون وطائرات ركاب تابعة للخطوط الجوية الاثيوبية القاسم المشترك في عدة حوادث خطف في السابق. وقتل 50 شخصا على الاقل عندما سقطت طائرة ركاب اثيوبية مخطوفة في المحيط الهندي عام 1996.