أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الفيلم الوثائقي الذي تمت إذاعته حول قصة خطف الباحث الاجتماعي الروسي مكسيم شوغالي، ورفيقه، اللذين تلقيا دعوة رسمية من حكومة الوفاق لزيارة طرابلس وإجراء أبحاث اجتماعية علمية، إلا أنها سرعان ما انقلبت عليه واعتقلته، زاعمة تجسسه لصالح روسيا، أمر يمثل ضربة قاصمة للسراج. وأوضح بدر الدين، أن الفيلم يرصد كل ما جرى لشوغالي الذي زار ليبيا في مهمة لخدمة البشرية، ودعم مواجهتها مع الشر والإرهاب، قبل أن يتعرض ومعه أحد مرافقيه للخطف، ومن ثم الاعتقال داخل سجن معيتيقة بالعاصمة طرابلس، الذي تسيطر عليها الميليشيات الإرهابية، دون توجيه أي تهمة رسمية لهما. وقال: "اعتقال شوغالي الذي كان يعمل لدى مؤسسة فكرية روسية غير حكومية، وزار طرابلس بدعوى رسمية من حكومة السراج، يرتبط بما توصل إليه من معلومات توثق ما يتعرض له الشعب الليبي من قتل وتدمير وتهجير على أيدي ميليشيا قوات الردع، التي يقودها عبد الرءوف كارة، الموالي للسراج". ولفت إلى أن اعتقال شوغالي يعد إحدى حلقات انتقام السراج وحليفه التركي، من روسيا التي ترفض وجود الإرهاب على الأراضي الليبية، وتنادي دائما باستعادة الاستقرار، ووضع أمن المواطن الليبي على رأس الأولويات. وأضاف: "فيلم شوغالي الذي فضح حكومة السراج غير الشرعية، لن تقف تبعاته عند إظهار الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الإرهابية ضد البشر، وإنما تمتد إلى كشف الجرائم المالية التي ارتكبها السراج مهدرا موارد البلاد". وأشار بدر الدين، إلى أن حكومة السراج عقدت سلسلة من الاجتماعات المرتبكة، لوضع خطة الرد على ما ورد بالفيلم الروسي من حقائق مذهلة، وسط توقعات من المراقبين بانتقام روسي وشيك، ضد السراج وحكومته، عقب الكشف عن الظروف الرهيبة التي يجري احتجاز العلماء وغيرهم من البشر داخل طرابلس دون سند قانوني. وقال بدر الدين: "خوف السراج من رد الفعل الروسي والدولي، في أعقاب إذاعة الفيلم، لا يقتصر على التبعات السياسية فقط، وإنما يمتد إلى عملية عسكرية من المتوقع تنفيذها، لإنقاذ الباحثين الروسيين، تستخدم فيها موسكو أقوى ما لديها من عتاد وقوات، الأمر الذي ينذر بإنزال أضرار فادحة بالسراج وميليشياته ومن ورائهما تركيا، إذا حاولوا التصدي لهذه العملية". فضيحة فيلم شوغالي التي وقعت فوق رأس الحكومة غير الشرعية، لا تقف عند إظهار الانتهاكات اللاإنسانية التي تمارسها هذه الحكومة، وإنما تمتد إلى ما جرى الكشف عنه من تورط رئيسها فايز السراج شخصيا، في سلسلة طويلة من الاختلاسات المالية، التي تسلم العلماء الروس ما يفيد وقوعها، من مدير الرقابة المالية على القطاع العام بديوان المحاسبة رضا قرقاب، الذي تعرض للخطف فيما بعد على أيدي مجموعة مسلحة تابعة لمكتب وزير الداخلية بحكومة السراج، الميليشياوي المصراتي فتحي باشاغا. وأكد إكرام بدر الدين أن هذه المعلومات كفيلة بمحاكمة السراج أمام محكمة العدل الدولية، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك فورا لمحاسبة هذا الإرهابي، الذي يدمر مقدرات بلاده دون وازع من ضمير.