في هذه السطور البسيطة وعلى مدى شهر رمضان المبارك نسرد لمحات عن عدد من العظماء ممن هزموا العجز وتحدوا الصعاب وجعلوا من المحنة التي أصابتهم منحة تعلو بهم إلى القمة. وقد أصدر أحمد سويلم كتابا له تحت عنوان " عباقرة الصبر والارادة ذكر خلاله حياة هؤلاء وكيف تحدوا المحن ووصلوا إلى قمم المجد ومن هؤلاء.. وقد وقفنا في الحلقة السابقة مع هيلين كيلر عندما عرفت سوليفان ان كيلر بدأت تدرك ما حولها وعرفت ان ما يتدفق على يدها هو ماء كانت هذه التجربة التي قامت بها سوليفان مع كيلر فاتحة معرفة فما أن عادت إلى البيت حتى صارت كيلر تلمس الاشياء وسوليفان تخط بإصبعها على يدها اسم هذا الشيء وبعد ساعات قليلة اصبحت كيلر تعرف ثلاثين كلمة جديدة. يقول سويلم في كتابه ان كيلر في نهاية الشهر الثالث بعد هذه التجربة كانت حصيلة الكلمات التي تعرفها كيلر ما يقرب من 400 كلمة وببدأت عن طريق اللمس تقرأ بطريقة برايل. ما ان بلغت كيلر العاشر من عمرها طلبت من معلمتها أن تدربها على النطق فهي تُريد أن تسمع صوتها إلى العالم وأخذت تتعلم ذلك في معهد " بركنز" كيف تستطيع ان تحس بيدها حركات الشفاه والفك الاسفل أثناء النطق ونجحت في ذلك حتى همست في أذن سوليفان قائلة لها " أنا لست بكماء". أوضح سويلم أنه مع الوقت بدات كيلر تُحسن التحدث يوما بعد يوم بمساعدة سوليفان حتى قهرت الصم ببراعة في قراءة الشفاه عن طريق الذبذبات. ومع تقدم الأيام صار حلم كيلر أن تدخل الجامعة وتحقق ذلك في عام 1896 وصارت تقرأ وتكتب بصورة مدهشة، وحصلت على شهادة بكالوريوس في العلوم وتعلمت الفرنسية والألمانية واللاتينية حتى حصلت على الدكتوراة من جامعة "تمبل" في فلادليفيا وكانت رسالتها تحت عنوان " الرسالة الإنسانية" كرست هيلين بعد ذلك حياتها لدراسة مشكلات مكفوفي البصر ومعاونتهم على الحياة ولذلك سافرت إلى العديد من الدول تلفى المحاضرات وتجمع المال لمساعدتهم وقد تلقت هيلين في عام 1936 صدمة كبرى وذلك بوفاة معلمتها "آن سوليفان" واختصرت حبها لها في جملة " إنها النور الذي اضاء حياتي ودنياي" زارت هيلين من ضمن مدن العلم مصر وتقابلت مع طه حسين والقت عدة محاضرات في الجامعة وقد ألفت عدة كتب مهمة منها " قصة حياتي، اغنية الجدار الحجري، العالم الذي أعيش فيه، السلام عند الغروب، ليكن عندنا ثقة وإيمان، يوميات هيلين كيلر حتى توفت عن مر يناهز 88 عاما عام 1968.