سألوها يوماً: إذا أبصرت ما هو أول شيء تريدين رؤيته ؟ فقالت: أن أري الناس الذين ساعدوني وشجعوني. هيلين كيلر.. ولدت عام 1880 في ريف ايفين جرين في ولاية ألاباما بالولايات المتحدةالأمريكية، وكانت طفلة طبيعية تري وتسمع وتنطق ببعض كلمات، وبعد 20شهرا من ولادتها أصيبت بحمي في المخ أفقدتها حاستي السمع والبصر وبالتالي القدرة علي الكلام، وبقيت هيلين الصغيرة صماء بكماء عمياء إلي ان بلغت السابعة من عمرها، وأشار جراهام بل مخترع التليفون علي والدها الذي كان صديقا له بأن يبحث عن مربية تعتني بها، وبالفعل أحضر لها آن سوليفان من معهد بيركنز للعميان بمدينة بوسطن. بقيت آن سوليفان بجانب هيلين، فكانت عينيها وأذنيها ولسانها. في سنة 1891 عرفت هيلين بقصة الفتاة النرويجية راغنهيلد كاتا التي كانت هي أيضا صماء وبكماء لكنها تعلمت الكلام، فكانت القصة مصدر إلهام لها فطلبت من معلمتها أن تعلمها الكلام فاستعانت بمنهج تادوما عن طريق لمس شفاه الاخرين وحناجرهم عند الحديث وطباعة الحرف علي كفها، بعدها تعلمت هيلين طريقة برايل للقراءة فاستطاعت القراءة باللغة الإنجليزية وأيضا بالألمانية واللاتينية والفرنسية واليونانية.. وهكذا بدأت الطفلة المعجزة ترتقي سلم العلم درجة من بعد درجة، وكانت تقرأ بطريقة برايل وتكتب علي الآلة الكاتبة التي صممت خصيصا للذين فقدوا نعمة البصر، وبهذه الآلة كتبت رسالتها وحصلت علي الدكتوراة في القانون من جامعة غلاسكو باسكتلندا. وفي اواخر حياتها تفرغت لتأليف الكتب، ومن اشهر عباراتها: عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلي الأبواب المغلقة بحيث لا نري الأبواب التي فُتحت لنا. في داخل كل انسان قوة خارقة تكمن في التحدي والارادة والاصرار، اذا استغلها الانسان يتحول إلي مارد لا يقف امامه اي شيء.