قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة موضوعا تثقيفيا تحت عنوان تاريخ فن صناعة الخيامية للباحثة أسماء عبدالهادي ضمن مبادرة وزارة الثقافة التي أطلقتها تأتي شعار خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك. قالت أسماء عبدالهادي في مقدمة البحث:أن فن صناعة القماش الملون والذي يطلق عليه الخيامية يعد من أجمل وأهم الحرف والصناعات اليدوية ذات الموروث الثقافي الشعبي في مصر، في بداية الأمر عرف الإنسان الخيام لتكون مأوى له، ومن هنا أطلق على هذه الحرفة الخيامية، وأراد ممتهن هذه الحرفة أن يجمل من شكل الخيامية وأضاف إليها الأقمشة الملونة مستعينا بالزخارف والتصميمات العربية القديمة ذات الطابع الديني المقتبس من المعابد والكنائس والمساجد. وأضافت عبدالهادي:عُرف قديمًا عن هذه المهنة ثقتها في قيمتها، حيث إنها لم تقبل أي حرفي لها؛ فكانت هناك طائفة للخيامين يترأسها شيخ وكانت تشكل بمثابة لجنة تجتمع لقبول أي حرفي جديد عليهم بعد فحص أعماله وتقييمها ويتم الموافقة عليه لاعتماده لممارسة الحرفة والانضمام لهم، ويقيم الخيامي الجديد مأدبة احتفالا بقبوله فرحًا بأنه نال شرف الانضمام لهذه الطائفة المميزة. وتابعت عبدالهادي:حتى الآن يوجد أحد أشهر أسواق القاهرة المسقوفة وهو شارع الخيامية أمام باب زويلة بشارع المعز، والذي اختص بهذا النوع من الحرف التراثية العريقة، وهو موجود منذ أيام الدولة الفاطمية؛ حيث كان يتم إصلاح خيام التجار التي يستخدمونها في سفرهم وترحالهم لشراء وتسويق تجارتهم في هذه المنطقة ومن هنا بدأت مهنة الخيامية. وحتى نهاية ستينيات القرن الماضي كانت كسوة الكعبة المشرفة تصنع في مصر من الخيامية المزخرفة بخيوط ذهبية وفضية وكانت تنقل إلى الحجاز في موكب حب، وفرحا بهذا الحدث عرف باسم "المحمل"، ومنها أسست مصر أول مؤسسة لذلك وأسمتها "إدارة الكسوة" وموجودة حتى الآن.