تحل اليوم السابع عشر من شهر رمضان لعام 1441ه، ذكرى غزوة بدر، وهي أولى غزوات النبي وأول غزوة في تاريخ المسلمين، خلدها القرآن الكريم بقوله تعالى {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (آل عمران-123). وقعت غزوة بدر الكبرى، إحدى الغزوات التي شارك فيها النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - صحابته، في العام الثاني للهجرة، وهي المعركة التي انتصر فيها الحق على الباطل، وانتصر فيها المسلمون نصرًا مؤزرًا، وكانت فتحًا للإسلام وأهله. تسمى "غزوة بدر الكبرى، وبدر القتال، ويوم الفرقان"، وقد دارت بين المسلمين بقيادة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وقبيلة قريش ومَن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي. وتُعد أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة، وسُميت بذلك الاسم نسبة إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها. وبدر بئر مشهورة، تقع بين مكةوالمدينةالمنورة. ويعود السبب الرئيسي لوقوعها إلى سماع النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدوم قافلة لكفار قريش من الشام، يقودها أبو سفيان، محمَّلة بالبضائع والنقود؛ فطلب الرسول من مجموعة من المسلمين أن يذهبوا لأخذ هذه القافلة بدلًا من القافلة التي استولى عليها كفار قريش من المسلمين عندما هاجروا من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة. وحضر الغزوة مع الرسول كبار الصحابة، مثل أبي بكر الصديق وحمزة بن عبدالمطلب وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. وشهدها من المشركين أبو جهل وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف. وكان عدد جيش المسلمين قرابة 340 مقاتلًا، وجيش المشركين ألفًا. وشاركت الملائكة في هذه الغزوة استجابة لدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}. وانتصر المسلمون في هذه المعركة، واستُشهد منهم 14، بينما قُتل من المشركين 70، وأُسر منهم 70 آخرون. وأنزل الله تعالى في أسرى بدر من المشركين قرآنًا؛ إذ قال تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، وذلك بعد أن استشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر وعليًّا وعمر فيهم، فأشار أبو بكر إلى أخذ الفدية منهم، أما رأي عمر فكان أن تُضرب أعناقهم، فأخذ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- برأي أبي بكر، وأخذ منهم الفداء. وكانت نتائجها انتصار المسلمين على مشركي قريش، وانتشار الفرحة بين المسلمين في المدينةالمنورة، واستشهاد ستة من المهاجرين، وسبعة من الأنصار وحصول المسلمين على الكثير من الغنائم، وعلى الجانب الأخر قتل 70 من كفار قريش، وأسر 70 آخرين، ومن بين القتلى كان الحكم بن هشام "أبو جهل"، والوليد بن المغيرة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف.