أنامل سمراء أبدعت في تشكيل نماذج تراثية ومشغولات يدوية بخامات النخيل لتعبر عن الحياة النوبية القديمة، استمد طاقته من حضارة 7000 سنة من الأجداد الفراعنة الذين سجلوا حضارتهم على جدران المعابد والمقابر. الحاج فضل المولى على عبدالله، 71عامًا، مسقط رأسه قرية أبوهور والموطن قرية أدندان التابعة لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، يسرد حكاية عشقه لتشكيل النماذج والمشغولات اليدوية فيقول: بدأت العمل عام 1976 وكانت البداية هواية تشكيل الأعمال التراثية من جميع أنواع الخامات مثل الزجاج والبلاستيك والحديد والتى أقوم بإعادة تدويرها لعمل تحف فنية، موضحًا: «بدأت التركيز على خامة «الكرناف» وهى أصول قضبان النخل التى تبقى في الجذع بعد قطع القضبان وذلك لسهولة تشكيله وتطويعه لعمل نماذج تراثية خاصة الأعمال التى تحكى الحياة النوبية القديمة وانقرضت وأصبحت من التراث مثل «السواقى والشادوف»، أما الشيشة ومشغولات خان الخليلى وحلى السيدات فأقوم بتصنيعه من ثمرة «الدوم»، وكذلك الكنكة وبراد الشاى والسبرتاية والزير ومسن السكين ومصيدة اليمام وغيرها من النماذج التى تعبر عن التراث المصري». وأضاف «المولي» أن من النماذج التى شكلها لتتعرف الأجيال الجديدة على تاريخ النوبة القديمة عصا مدونا عليها أسماء جميع قرى النوبة وهى 44 قرية، يتنقل بهذه العصى في القرى النوبية لتتعرف الأجيال الجديدة على موطن أجدادهم، مشيرا إلى أنه دون على العصى القرى النوبية بالترتيب من الشمال حتى الجنوب على حسب موقعها الجغرافى. وأوضح أن القرى النوبية قبل التهجير كانت تنقسم إلى ثلاث مناطق شمالية ووسطى وجنوبية فالقرى الشمالية تبدأ من قرية «دابود ودهميت وامبركاب وكلابشة وأبوهور ومرواو وماريا وقرشة وحرف حسين وكشتمنة شرق وغرب والعلاقى والدكة وقورته والسيالة والمحرقة والمضيق شرق وغرب» وهى القرى النوبية الكنزية الشمالية ويتحدثون اللهجة الكنزية. أما قرى المنطقة الوسطى «العرب» هى قرى «السبوع ووادى العرب وشاتورمة والشنطارى والمالكى وكروسكو شرق وغرب والريقة».