في خطوة غير متوقعة ومفاجئة للكثيرين في الأوساط السياسية، شنت الشرطة الألمانية، صباح اليوم، عمليات تفتيش على المساجد والمراكز الثقافية التي تتبع حزب الله في العديد من المدن الألمانية، بالإضافة إلى تفتيش منازل بعض الأشخاص الذين يمثلون حزب الله بشكل غير رسمي على الأرض الألمانية، وحققت في ملفاتهم الضريبية وحساباتهم. ونشرت وزارة الداخلية الألمانية بيانًا أكدت فيه حظر كافة أنشطة حزب الله اللبناني، واعتقال بعض رموزه الذين يجمعون المال ويرسلونه إلى معقله في لبنان. يذكر أن حزب الله- والذي يشارك في البرلمان اللبناني- تأسس عام 1982 في جنوبلبنان، ويدير بعض المستشفيات والمداراس ودور العجزة، كما لديه محطة تلفزيونية خاصة به. وأكدت بعض الأوساط في الداخلية الألمانية، أن حزب الله يتخد من ألمانيا مركزا مهما له في غرب أوروبا، إذ يتم جمع الأموال هناك عن طريق التبرعات والمدفوعات الشهرية من قبل أنصاره والمتعاطفين معه ويتم بها تنفيذ الدعاية المدفوعة ضد أعداءه. أسباب حظر حزب الله في ألمانيا لقد تم مناقشة إمكانية إقامة حظر على حزب الله بشكل متكرر في السنوات الأخيرة، وفي عام 2013 وضع الاتحاد الأوروبي ذراع حزب الله العسكرية على قائمة الإرهابيين، في العديد من البلدان - بما في ذلك الجمهورية الاتحادية - وما زالت الذراع السياسية للمنظمة غير محظورة. وهي حقيقة انتقدتها الولاياتالمتحدة تحديدا بشكل متكرر. على سبيل المثال، دعا سفير الولاياتالمتحدة آنذاك في ألمانيا، ريتشارد جرينيل، إلى "حظر كامل" لحزب الله في الجمهورية الفيدرالية في مقابلة صحفية مع جريدة "فيلت" الألمانية، وقال غرينيل إن التمييز بين "الذراع السياسي والعسكري" للمنظمة، كما يفعل الاتحاد الأوروبي حتى الآن ليس منطقيا، ولا يوجد أي اختلاف بين حزب الله السياسي والعسكري، لديهم نفس الأهداف. بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا واليابان وهولندا، صنفت بريطانيا أخيرًا المنظمة بأكملها كمجموعة إرهابية في مارس 2019 وأصدرت حظرًا. وفي المانيا صدرت أصوات عالية من الأحزاب الرئيسية في البلاد، الحزب الديمقراطي والحزب الاجتماعي والتيار الليبرالي، بضرورة حظر كامل أنشطة حزب الله في ألمانيا. ووافق البوندستاغ بالفعل على حظر حزب الله في أواخر عام 2019. وقامت السلطات الأمنية - قبل كل شيء المكتب الاتحادي لحماية الدستور - بجمع جميع المعلومات والأدلة اللازمة لتحديد الهياكل التنظيمية وأنصار حزب الله في ألمانيا. يفترض مكتب حماية الدستور أن حزب الله في ألمانيا لديه حاليًا ما لا يقل عن 1050 مؤيدًا متطرفا، يجمعون له المال والتبرعات. بعض هؤلاء الداعمين أسسوا جمعيات ثقافية ومساجد تحت راية الحزب ويستخدمون شبكات اجتماعية وفعاليات للترويج لحزب الله وأهدافه. المصادر الألمانية الأمنية أكدت أن أنصار حزب الله في ألمانيا يفضلون العزلة وعدم الاختلاط بالآخرين، على عكس الأحزاب الإسلامية المختلفة، لعدم لفت الانتباه والخوف من الاضطهاد، ويتم في الغالب تجنب الاتصال المباشر مع رجال الحزب في لبنان أو في سوريا أو في العراق. وتقول الدوائر الأمنية إن عملهم في حزب الله نشيط للغاية لدرجة أنهم ينظر إليهم على أنهم "منظمة فرعية" لحزب الله في ألمانيا. وكانت هناك عمليات حظر ضد مؤيدي حزب الله في السنوات الأخيرة، ففي نوفمبر 2008، على سبيل المثال، قامت وزارة الداخلية بحظر محطة المنار التلفزيونية المملوكة لحزب الله، والتي تم فيها تمجيد التفجيرات الانتحارية في برامجها ونشر محتوى إرهابي خطير. في عام 2014، تم حظر مشروع إيسن للأيتام في لبنان، والذي يقال أنه بحجة العمل الإنساني تم جمع وتحويل ملايين الدولارات من التبرعات إلى مؤسسة تتبع حزب الله في لبنان. وعلق وزير الخارجية هيكو ماس على الحظر في مقابلة مع جريدة بيلز أنه لا يوجد أي دليل على زيادة خطر الهجوم بعد الحظر المفروض على حزب الله في ألمانيا. "آمل ألا يحدث ذلك. قال ماس "لا يمكن استبعاد شيء في مثل هذه المواقف". وأضاف أنه كانت هناك مباحثات معمقة داخل الحكومة الالمانية منذ بضعة أشهر حول حظر حزب الله بالكامل في المانيا، وكانت النتيجة أنه يجب منع „كل شكل من أشكال النشاط"، وقد تم ذلك "من خلال سن هذا الحظر على النشاط في قانون الجمعيات". وقال السياسي المحلي في التيار الليبرالي بنيامين ستراسر: "لم تكن ألمانيا مجرد مكان فرعي للحزب الإرهابي مؤخرًا"، بل كانت أيضًا "الموقع الرئيسي لأنشطة حزب الله الإجرامية في أوروبا".