الصعلوك، تشارلز سبنسر تشابلن، والسير شارلي شابلن، كلها أسماء لعميد الكوميديا الصامتة تشارلي شابلن، ذلك الكوميديان المتميز، والمخرج والكاتب، وأيضا المؤلف الموسيقي في عهد الأفلام الصامتة، عرفناه بالقبعة السوداء المستديرة والسروال الفضفاض، وفي ذكرى ميلاده ال130 نرصد عددا من محطاته الفنية المهمة. ولد الإنجليزيّ السير تشارلز سبنسر شارلي شابلن في يوم 16 أبريل من عام 1889، وهو واحد من أكثر الممثليين الكوميديّين شهرةً، وواحد من المخرجين الذين ارتفع صيتهم في عصر السينما الصامتة، وشبه بالأيقونة التي وصلت جميع أنحاء العالم من خلال علاقاته مع الشاشة بشخصية الصعلوك، وامتدّت حياته المهنيّة إلى أكثر من 75 عامًا. عاش شابلن طفولة قاسية، موسومة بالحرمان والبؤس في أبشع مظاهره، إذ كان والده ممثلا فاشلا مدمنا على الكحول فضلا عن سوء سمعة والدته حيث أنجبت طفلا غير شرعي من ممثل مسرحي فتركها زوجها أبو شارلي، فساءت أحوال الأسرة، بعد سعيها الدؤوب لإيجاد ما تنفق به على طفليها، فكانت تقدم اغنيات على أحد مسارح بريطانيا، إلى أن قذفها الجمهور وطالبوها بعدم الغناء، وقتها أكمل الأغنية طفلها شارلي شابلن وصفق له الجمهور وقذفوه بعملات نقدية، وبعد توقفها عن الغناء اضطرت لبيع ملابس المسرح لتنفق على طفليها. بدأ شابلن الأداء المسرحي في سن مبكرة، يتجول في القاعات الموسيقية وبعد ذلك عمل كممثل مسرحي وكوميدي، وعندما بلغ سن ال19 وقع عقدًا مع شركة "فريد كارنو" المرموقة، التي أرسلته إلى الولاياتالمتحدة، ما أتاح له الاطلاع على صناعة السينما. في عام 1914 بدأ نجمه بالظهور مع "استوديوهات كيستون"، وسرعان ما ابتكر شخصية "الصعلوك" التي شكلت قاعدة جماهيرية كبيرة. بدأ شابلن بإخراج أفلامه الخاصة بشكل مبكر، واستمر في صقل مهنته وانتقل إلى "استوديوهات إساناي"، "موتوال للأفلام" و"فيرست ناشيونال" وبحلول عام 1918 أصبح أحد أكثر الشخصيات المعروفة في العالم. تمكن شابلن من أن يصنع لنفسه مجدا عالميّا خصوصا بعد أن ابتكر عام 1914 شخصيّة "شارلو" في السينما الصامتة.. تلك الشخصيّة التي أضحكت الجماهير في جميع أنحاء العالم، ومن خلالها انتقد مبتكرها قضايا العصر الحديث، السياسيّة منها، والاجتماعيّة، والثقافيّة وغيرها. وقد ازدادت شهرة شارلي شابلن اتّساعا بعد أن أبدع أفلامه الرائعة الأخرى مثل "الوثبة نحو الذهب" (1925)، و"أضواء المدينة" (1931)، و"الأزمنة الحديثة" (1936)، و"الديكتاتور"(1940). وفي أربعينيات القرن ال20 كثر الجدال حول شابلن، وانخفضت شعبيته بسرعة، وبدأت تتوالى عليه بعض المشكلات مثل اتهامه بالتعاطف مع الشيوعية، وتورطه في دعوى نسب أبيه، وبفضيحة زواجه من قاصر، وقد فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا في كل ذلك، واضطر "شابلن" حينها إلى مغادرة الولاياتالمتحدة والإقامة في سويسرا.