تلا قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ظهر اليوم الاثنين، صلاة إفرحي يا ملكة السماء وتحدث إلى المؤمنين قبل الصلاة عبر الشبكة من مكتبة القصر الرسولي بدلا من الإطلالة التقليدية من النافذة المطلة على ساحة القديس بطرس، ويأتي هذا التغيير في إطار إجراءات وقائية أمام انتشار فيروس الكورونا. ونشرت الصفحة الرسمية للفاتيكان، منذ قليل، ان البابا فرنسيس ألقي كلمة قال فيها، يتردد اليوم، إثنين الملاك، صدى الإعلان الفرح لقيامة المسيح. يخبرنا الإنجيل أن المرأتين تركتا قَبرَ يسوع الفارغ مُسرِعَتينِ، وهُما في خوفٍ وفَرحٍ عَظيم؛ لكنَّ يسوع نفسه قد ظهر لهما وقال: "لا تَخافا! إِذْهَبا فَقُولا لِإِخوَتي، يَمضوا إِلى الجَليل، فهُناكَ يَرَونَني". بهذه الكلمات يوكل القائم من الموت إلى المرأتين وصيّة إرساليّة تجاه الرسل. إنّ النساء في الواقع قد قدمنَ مثالًا رائعًا في الأمانة والتكرّس والمحبة للمسيح خلال حياته العلنية كما خلال آلامه؛ وهو الآن يكافئهنَّ من خلال تصرّف اهتمام وتمييز. وتابع: يقول أولًا النساء ومن ثمّ التلاميذ، وبالتحديد بطرس، يشهدون على القيامة. كان يسوع قد أعلن لهم مسبقًا مرات عديدة أنّه سيقوم بعد الآلام والصليب، لكن التلاميذ لم يفهموا لأنّهم لم يكونوا مستعدّين بعد لذلك. كان ينبغي على إيمانهم أن يقوم بقفزة نوعيّة وحده الروح القدس بإمكانه أن يحرّكها. وأضاف: في بداية كتاب أعمال الرسل نسمع بطرس يعلن بصدق وشجاعة: "يَسوعُ هذا قد أَقامَه اللّه، ونَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلك"، ومنذ تلك اللحظة انتشر الإعلان بأن المسيح قام من الموت في كل مكان وبلغ جميع زوايا الأرض لكي يصبح رسالة رجاء للجميع. إن قيامة يسوع تقول لنا أن الكلمة الأخيرة ليست للموت وإنما للحياة. وبإقامته لابنه الوحيد، أظهر الله الآب بشكل كامل محبته ورحمته لبشرية كل زمن. واستطرد البابا فرنسيس، إن كان المسيح قد قام من الموت، يمكننا إذًا أن ننظر بثقة إلى كل حدث من حياتنا، حتى تلك الأكثر صعوبة والمحمّلة بالحزن والشك. هذه هي الرسالة الفصحية التي دُعينا لنعلنها بالكلام ولكن وبشكل خاص بشهادة الحياة. ليتردّد في بيوتنا وقلوبنا صدى هذه البشرى السارة: "المسيح رجائي قد قام من الموت!"، وليعزّز هذا اليقين إيمان كلِّ معمَّد ويشجّع بشكل خاص الذين يواجهون آلام وصعوبات كبيرة. واختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء بالقول لتساعدنا العذراء مريم، الشاهدة الصامتة على موت وقيامة ابنها يسوع، لكي نؤمن بسرِّ الخلاص هذا الذي وإذ نقبله بإيمان يمكنه أن يغيِّر حياتنا. هذه هي أمنيتي الفصحية التي أجدّدها للجميع، وأوكلها إليها هي أمنا التي نتضرّع إليها الآن بصلاة "إفرحي يا ملكة السماء".