"مزق جسدها بكتر وحرق وجهها بمية نار".. ذلك المشهد المأساوى لم يكن مسلسلا دراميا أو مشاهد من فيلم رعب، وإنما هذا كان حال الطفلة "آية" التى ظلت تعانى من التعذيب على يد والدها. "ماذا فعلت لك يا أبتى حتى لا ترحم ضعفي وتشوه طفولتى"، هكذا كان لسان حال "آية" الذي انتقم فيها والدها من أمها، حيث إنه بعدما انفصل والديها قررت أمها الزواج من آخر وأخذ "آية" هى وأشقاؤها الاثنين، والعيش بعيدا عن بطش والدها. اشتد غضب الأب وقرر أخذ "آية" وشقيقها الأصغر، وبالفعل قام برفع دعوى ضد الأم وإسقاط حضانة الأطفال عنها لكونها متزوجة ولا يجوز للأطفال العيش مع زوج أم، وقام باستلامهما عن طريق القسم، وأجبر أحد أبنائه على العمل حتى يأخذ ما يجنيه من مكسب، أما "آية" فكان لها مخطط آخر من قبل الأب ليمارس فيها أبشع طرق التعذيب انتقاما من والدتها لرفضها العودة له. أحضر الأب ابنته داخل غرفة ظلماء مغلقة، قائلا: "أشوهلك وشك ولا أعميلك عينك"، وقام بإخراج سلاح أبيض "كتر" وجعل يتفنن ويتلذذ في تقطيع وجه وجسد طفلته، بالإضافة إلى أنه أحضر "مية نار" وقام بسكبها على وجهها لتشويهها، وفى نهاية وصلة التعذيب ترك ابنته داخل تلك الغرفة تسيل منها الدماء من كل جانب بجسدها، وتوجه للنوم، وتركها تنزف حتى صباح اليوم التالى، وقام بتوصيلها إلى منزل جدتها من الآم، وفر مسرعا، ليرسل رسالة لطليقته بأن مصيرها سوف يصبح أبشع من مصير ابنتها في حال عثوره عليها. وقالت الطفلة، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، إن والدها كان يضغط على والدتها حتى تعود إليه بعدما انفصلت عنه وتزوجت من آخر، قائلة: "قالى كلمى مامتك عشان تيجى ولو مجتش هقتلك انتى". وأضافت الطفلة، أن والدها كان يريد عودة والدتها ليقوم بالانتقام منها بعدما تزوجت غيره، مشيرة إلى أن والدها اصطحبها لشقة مستأجرة بمنطقة المنيب وقام بتكتيفها وهددها قائلا: "لو صرختي هقتلك، وهعمي عينك بمية النار"، وأخذ يقطع بوجهى وجسدى بواسطة "كتر" وألقى بوجهى "مية نار". وتابعت: "أنا عايزة وشي يرجع زى الأول، وحد يحمينى من أبويا". وتوجهت الطفلة بصحبة والدتها لتحرير محضر ضد الأب، وتم عرضها على الطب الشرعى وكشف التقرير الطبي للطفلة عن إصابتها بجروح قطعية بالوجه بطول 3 و4 سم، كما وتبين وجود خدوش وجروح وسحجات بالظهر، وتبين أنها بحاجة للعرض على أخصائي جراحات تجميل. البداية كانت بتلقي مديرية أمن الجيزة، إخطارا من المقدم محمد داود رئيس مباحث مركز شرطة أبو النمرس، بلاغا من الطفلة "آية.ع.ف"، 15 سنة، تتهم والدها "عبدالنبي.ف.م"، بتعذيبها وتمزيق وجهها وحرقها بمياه نار. وبعمل التحريات دلت على صحة الواقعة، وتبين أنها مصابة بعدة جروح قطعية وحروق بالوجه، وحرر محضر برقم 4181 لسنة 2020، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.