كيفية إصلاح أساليب اللغة العربية في الكتابة عند الإمام محمد عبده

تقدم الهيئة العامة للكتاب، لأول مرة، مجموعة من أبرز الكتب لعدد من المفكرين والأدباء في القرن العشرين، للتحميل مجانا وحصريا على بوابة الثقافة المصرية، ضمن مبادرة "خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك" التي أطلقتها وزارة الثقافة، والتي من بينها كتاب "مذكرات الإمام محمد عبده".
قال الإمام محمد عبده في مذكراته: "إن إصلاح أساليب اللغة العربية في التحرير سواء كان في المخاطبات الرسمية بين دواوين الحكومة وصالحها أو فيما تنشره الجرائد على الكافة منشأ ومترجما من لغات أخرى
أو في المراسلات بين الناس من الأمور المهمة التي ناديت بها، حيث كانت أساليب الكتابة في مصر تنحصر في نوعين كلاهما يمجه الذوق وتنكره لغة العرب".
وبيّن الإمام محمد عبده أن النوع الأول ما كان مستعملا في مصالح الحكومة وما يشبهها، وهو ضرب التأليف بين الكلمات رث خبيث غير مفهوم ولا يمكن رده إلى لغة من لغات العالم لا في صورته ولا في مادته، كما لاتزال شيء من بقاياه عند بعض الكُتاب لكنه قليل.
وأوضح الامام محمد عبده أن النوع الثاني هو ما كان يستعمله الادباء والخريجون في الجامع الأزهر وهو ما كان يراعي فيه السجع وإن كان باردا وتلاحظ فيه الفواصل وأنواع الجناس وإن كلن رديئا في الذوق بعيدا عن الفهم ثقيلا على السمع غير مؤد للمعني المقصود ولا تنطبق على آداب اللغة العربية وهو ما كان يمكن رده إلى أصول اللغة العربية في صورته لكنه لا يعد من أساليبها المُرضية عند أهلها،هذا النوع لا يزال موجودا عند بعض المشايخ خاصة.
وأشار الإمام محمد عبده إلى أنه ورد نوع آخر من التعبير كان غريبا في بابه وهو ما جاءنا من الاقطار السورية في جريدتي الجنة والجنان والمنشأتين بقلم بطرس البستاني فهذا النوع من غرائب الأساليب.
يذكر أن وزارة الثقافة المصرية تنفذ مبادرة إلكترونية تحت شعار "خليك في البيت.. الثقافة بين إيديك" تقدم من خلاها مواد ثقافية وفنية على قناتها، تشجيعا من الوزارة للمواطنين على الجلوس في البيت، نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، من تفشي فيروس كورونا المستجد، والذي يتزايد انتشاره في جميع دول العالم، ويحتاج إلى المكوث في البيت للتغلب عليه والحد من انتشاره.