تدخل لتحجز مكان لسيارتك بعشرة جنيهات، وسط مئات السيارات الملاكي الأخرى، والتي ينتظر أصحابها الفرج من أجل بيعها وهو الدافع الذي يجعلهم يتحركون بالصباح الباكر للسوق وسط حالة من الأمل لبيعها بمبلغ زهيد ذلك هو حال سوق السيارات بمنطقة الحي الثامن، والتي تعقد كل يوم أربعاء وجمعة من كل أسبوع لأصحاب السيارات الملاكي والتجار الراغبين ببيع سيارات مستعملة. تعد سوق السيارات الأولي من نوعها على مستوى الجمهورية، من حيث طبيعة نشاطها ما يتسبب في توافد أبناء المحافظات إليها من كل شكل ولون، وعلى الرغم من ذلك فالمثل يقول إن هناك دائما وجها آخر للعملة وهو الوجه المظلم لما يدور بالسوق. وقامت "البوابة نيوز"، باستكشاف ما يحدث داخل السوق، واستطلاع آراء المواطنين والتجار حولها ومعرفة طرق الوقاية من ذلك الوجه المظلم. في البداية، قال يوسف سمير، تاجر سيارات، إن السوق على الرغم من شهرتها فإن الإقبال على شراء السيارات المستعملة أصبح ضعيفا عن ما قبل ثورة 25 يناير، حيث كانت عملية البيع والشراء متداولة بقوة وكان من الممكن بيع عدد هائل من السيارات باليوم الواحد، وأسفرت الأحداث السياسية عن نوع من الكساد في تجارة السيارات المستعملة حيث غاب "زبون" القاهرة وارتفع تواجد "زبون" المحافظات. وأكد على أن أغلبية من يحضرون للسوق لبيع سياراتهم، من التجار الذين يريدون بيع المستعمل للدخول في عملية بيع أخرى وهكذا. وأشار سمير، إلى أن أعلى السيارات مبيعا هي السيارات التي تزيد على ال45 ألف جنيه، مثل "اللانسر" التي يتراوح سعر المستعمل منها بين 75 و80 ألف جنيه، و"النيسان" و"الكيا" و"الفيرنا" التي تتراوح موديلاتها بين 45 و 78 ألف جنيه، موضحا أن الأكثر كسادا الستروين والفولفو والرينو. وأوضح أن الوجه المظلم للسوق يتمثل في وجود نسبة من الغش والخداع بين بعض التجار منعدمي الضمير لا يتكلمون عن عيوب سياراتهم، كما أنهم لا يكشفون عن رخصة السيارة إلا أن هناك طرقا للتغلب على ذلك التحايل والنصب. الفئات الأعلي شراء يقول إبراهيم حسن تاجر سيارات، إن سكان المحافظات لا يشترون السيارات من داخل محافظتهم، خوفا من إنفاق أموالهم على سيارة تكون بسعر غير مناسب، معللا ذلك بأن سوق السيارات بالحي الثامن سوق مركزي ويأتي إليه مختلف تجار السيارات من مختلف المحافظات ويقوم بعضهم بتنفيذ الاعيب على المواطنين وإغلاء سعر السيارات وايهامهم بأن سعر السيارة المتفق عليها هو الانسب مع أنه سعر غير مناسب مما يولد تخوف من المواطنين بالمحافظات فيأتون لسوق السيارات بالقاهرة للشراء. و أشار حسن، إلى أن سكان المحافظات يحتلون الصدارة في التوافد إلى سوق السيارات بسبب عدم وجود أسواق داخل محافظتهم، كما أن أغلبية المواطنين من محافظة القاهرة يتجهون لشراء الزيرو. وفي السياق نفسه، أضاف حسن محمد، تاجر سيارات، أن هناك عوامل أخرى تؤدي لتناقص الشراء وهي خوفه من تحطم سيارته التي سيشتريها وخاصة مع تدني الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد الأمر الذي أدي إلى خسائر بالملايين نتيجة عدم تسيير عملية الشراء. ميزة سوق السيارات البيعية وتابع حامد كمال، تاجر سيارات، أن سوق السيارات يعتبر الافضل في بيع المستعملة على مستوي الجمهورية حيث يتاح للمواطن الاختيار والتنويع بين مختلف الأنواع، علاوة على إمكانية أن يقوم بإجراء كشف عليها والتأكد من انها سليمة وليس هناك ما يعيبها. أضاف أن الإعلانات عن السيارات لا تتيح مثل تلك الخاصية التي ينفرد بها السوق كما ينفرد بميزة أنه لا يجعل المشتري يبحث كثيرا عن سيارته المرغوبة. نصائح لتجنب التجار النصابين وأكد تجار السيارات ل"البوابة نيوز"، على أن هناك خطوات يمكن أن يتخذها المواطن يتقي بها الوقوع في فخ التجار النصابين وهي أن بداية الأمر يكون معه خبير بالسيارات سواء سمكريا أو ميكانيكيا، كما يجب التأكد من حالة وجود لحامات بالسيارة أم لا، والتأكد من حالة التكييف والباور، كما يتم الكشف عن حالة السيارة بالبنزينة والتأكد من سلامة أوراقها. كما أوضح أحد تجار السيارات، أن هناك جهاز يستخدم للكشف عن حالة طلاء السيارة والذي يحدد أن كان حدث تغير بقطع غيار السيارة أم لا كما يتم الكشف عن القوائم الخاصة بالسيارة. وأضافوا التجار أنه يجب التأكد من ورق السيارة ووجود رخصة لها والتأكد من أن الرخصة غير مسحوبة، وأن أرقام السيارة سليمة. وتجولت البوابة نيوز، لرصد آراء المواطنين أيضا حول السوق وما يمثله لهم، حيث قال شريف إبراهيم مدرس ثانوي، إنه جاء لبيع سيارته ولكنه لاحظ عدم وجود اقبال على الشراء بسبب أوضاع البلاد ولكن ذلك لا يغني عن عدم القيام بتجربة الأمر والتحلي بالأمل. وأكد إبراهيم، أن أسباب قدومه لسوق السيارات، هو أن السوق يتيح ميزة تطلع المواطن على السيارة المرغوبة بين مئات السيارات الموجودة بالسوق والتأكد من حالتها وفحصها. وقال عبد النبي محمد، موظف إنه اتجه للسوق لأنه يسهل خلاله العرض والطلب عن أي مكان آخر. مخالفات ومفارقات وخلال التجول بالسوق، رصدنا العديد من المخالفات القانيوينة من قبل عشرات المواطنين القادمين لبيع سياراتهم حيث تسبب تواجد مئات السيارات داخل مقر السوق، لعدم وجود أماكن لأصحاب السيارات القادمين لبيعها فقاموا باحتلال شارع أحمد الزمر. وأكد أحد السائقين أن جميع هؤلاء المخالفين يتجهون للوقوف بالشارع هربا من دفع العشرة جنيهات الخاصة بالسوق والتي يدفعها كل مواطن جاء لبيع سيارته.