في محل متواضع بالقاهرة الفاطمية، وتحديدا في شارع المعز، يجلس شريف سعد، 35 عامًا، صاحب محل نحاس في «دكانه، بعد رص قطع النحاس الفنية، حيث يقول: «عشقت مجال صنع الأوانى النحاسية رغم حصولي على بكالوريوس هندسة قسم كمبيوتر». واستهوته مهنة بيع الأنتيكات النحاسية والفضية، وتميز في صنع المشغولات اليدوية من النحاس خاصة، ويتابع: «النحاس مهنة عائلتى منذ البداية، فأنا أعمل بها منذ أكثر من 25 عامًا، وتعلمتها من والدى وأخى الأكبر، ولم أفكر في العمل بأى مهنة أخرى بسبب حبى لها». وأضاف: «أعمل في كل أنواع النحاس، أحمر، أصفر، مللي، نصف مللي، واتعلمت كمان أتكلم لغات عشان أعرف أتعامل مع السائحين، والأجانب والعرب يحبون النحاس خاصة القديم، والقديم دايما يكسب». وعن الأسعار، يقول «شريف»: «كل حاجة ولها سعرها وحسب قيمتها»، وعن زبائنه، يتابع: «جميع الطبقات بتيجى تشترى من عندى من مشاهير وغيرهم». وأكمل: «عمر المهنة ما تنقرض طول ما في ناس بتستهويها وتحبها، ولكن المهنة اختلفت عن زمان، وهى تحتاج الصبر والدقة والإبداع والقدرة المالية بسبب تعدد مراحل تصنيعها التى تستغرق أياما». ويشرح «شريف مراحل صنع قطع النحاس الفنية، قائلا: «تبدأ بألواح النحاس الخام، ثم يقسم ويوضع في المخارط كى يأخذ الشكل المطلوب، ثم يتم تبييضه ولحام الأنتيكات بالأزير، أما الأدوات النحاسية المستخدمة باستمرار فيتم تبيضها بالسلاستين». وأشار إلى أن أجود أنواع النحاس هو «المللي» لذلك يستغرق وقتا أكبر في تصنيعه، مؤكدا أنه لا يمكن الاستغناء عن النحاس.