الفكر الإرهابى ينتشر في أقصى جنوب غرب فرنسا بعد أن حولت تركيا المساجد إلى مقار سياسية. بعدما فتح الرئيس التركى رجب أردوغان الحدود لعبور اللاجئين السوريين للعبور إلى أوروبا للضغط على الاتحاد الأوروبى، لمساندة تركيا بسوريا في عدوانه على الجيش الوطنى السورى وحليفه روسيا، قال وزير الداخلية الألمانى، هورست زى هوفر، «نحتاج إلى النظام على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبى، وسوف ندعم اليونان بكل ما أوتينا من قوة في هذا الصدد. إن حدود أوروبا ليست مفتوحة أمام اللاجئين من تركيا. وينطبق هذا على حدودنا أيضا». ويحتاج الأمر إلى نظام، ويدعم ذلك تفشى فيروس كورونا من ناحية واندساس عناصر للذئاب المنفردة من تنظيم داعش عبر بعض اللاجئين، فقد تسلل داعش إلى أوروبا بخطة محكمة من أردوغان الذى يمول عددا من التنظيمات الإرهابية والحركات الأصولية؛ حيث حكمت محكمة ألمانية على شاب سورى جاء إلى ألمانيا من تركيا بعدما اعترف بترويجه الانضمام لداعش وتحريضه على القتل. وذكرت صحيفة «زود دوتشه» أن المحكمة الإقليمية العليا في مدينة دوسلدورف والتابعة لمقاطعة شمال الراين وستفاليا، حكمت على لاجئ سورى بالسجن لمدة 4 سنوات بسبب الترويج للانضمام إلى داعش والتحريض على القتل. وقالت الصحيفة، إن الشاب السورى 18 عاما، عمل مرارا على الترويج للتنظيم عبر خدمة الرسائل، واستطاع استدراج خطيبته وهى شابة مغربية، وكذلك تمكن من تشجيع شاب سورى على الانضمام للتنظيم ودعاه إلى قتل أحد المعتقلين لدى التنظيم بحكم أنه غير مسلم، إلا أن العملية أحبطت في اللحظة الأخيرة، وأردفت الصحيفة أن الشاب السورى لم يكتفِ بهذا، بل عمل على نشر مقاطع تحض على ارتكاب أعمال عنف وتشجع للانضمام لداعش. يذكر أن المحكمة الإدارية العليا والخاصة بقضايا الإرهاب في مدينة شتوتجارت، أصدرت مطلع الشهر الحالى الحكم بالسجن المؤبد على لاجئ سورى آخر قادم أيضا من تركيا لقيامه بإعدام عناصر مؤيدين الرئيس السورى بشار الأسد. وحول التمويلات الضخمة التى يخصصها الرئيس التركى رجب أردوغان لإدارة أنشطة استخباراتية في أوروبا تحت ستار دينى ودعم داعش، كتب الدكتور أيمن سمير تقرير كشف فيه انتباه فرنسا لمخطط أردوغان وحكومة حزب «العدالة والتنمية» الذى فضحته من قبل ألمانيا والسويد. وجاء في التقرير «تدخلات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، في الشئون الداخلية ودعم الإرهاب والمتطرفين لا تقتصر على المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا، بل وصلت إلى الدول الأوروبية بعد أن كشف نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون عن «خلايا وميليشيات أردوغانية» تعبث بالأمن الأوروبى، وتسعى إلى تقويض الدولة الوطنية الأوروبية من خلال نشر بؤر ومجموعات شديدة التطرف عبر القارة الأوروبية. فإذا كانت ميليشيات منظمة «صادات» و«اللواء مراد» تنشر الإرهاب والمرتزقة في المنطقة العربية هناك منظمة «ديتيب» و«الذئاب الرمادية» تنشر المتطرفين وجواسيس أردوغان في القارة الأوروبية، فكيف فضحت باريس المخطط الأردوغانى في أوروبا؟ وما خيارات النمساوألمانيا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية لمواجهة ميليشيات أردوغان في أوروبا. يقول الدكتور أيمن سمير: رغم تقارير المفوض الأوروبى لمكافحة الإرهاب، والتى أشارت خلال السنوات الأخيرة إلى قيام تركيا بزرع عناصر وخلايا إرهابية تحت مسمى «دعم العمل الإنسانى والمساجد في أوروبا»، إلا أن زيارة ماكرون الأخيرة لتولوز كشفت عن سعى تركى حثيث لتقويض الدول الأوروبية عبر تمويلات ضخمة وصلت إلى أكثر من 35 مليون يورو للنشاط السياسى لمسجد واحد يضم عشرات العملاء الذين يتجسسون على معارضى أردوغان، وينشرون الفكر الإرهابى في أقصى جنوب غرب فرنسا، بعد أن حول أردوغان المساجد إلى مقار سياسية تدعو ل«العثمانية الجديدة» وتأوى المتطرفين والمتشددين. واللافت لفرنسا أن هناك تماهيًا كاملًا بين أجندة الإرهابيين في أوروبا وأجندة أردوغان، حيث لاحظت مخابراتها قيام المساجد التابعة لأردوغان مثل مسجد النور الكبير في تولوز، بالترويج لمشروعات أردوغان السياسية، إذ نشر هذا المسجد خريطة لتركيا العثمانية وهى تضم أراض من الموصل والعراق شرقًا حتى المغرب غربًا، ومن الصومال وإريتريا جنوبًا حتى شبه جزيرة القرم شمالًا، والأمر ذاته في ألمانيا وبلجيكا والنمسا. ووصفت المخابرات الألمانية البؤر الإرهابية التركية بأنها ساحة لنشر الأفكار الخاصة بأردوغان وليست لها علاقة من قريب أو بعيد بالدين الإسلامى، وحذرت المخابرات الألمانية من دعم أنقرة للأئمة الأتراك وتمويل المساجد والجمعيات الإسلامية للقيام بأدوار سياسية ودعم المتشددين، وهو ما دفع الكثير من الدول الأوروبية لإغلاق عدد كبير من المساجد التى يديرها أتراك، والامتناع عن استقبال أئمة جدد من تركيا بعدما تأكد لديها أن الاتحاد التركى الإسلامى للشئون الدينية منظمة «ديتيب»، تمول أنشطة مشبوهة، ويستخدم أردوغان المنظمة كجزء من شبكات التحكم في الأتراك المغتربين من أجل أهدافه الخاصة، كما تشكل منظمة «الذئاب الرمادية القومية» التركية خطرًا كبيرًا على الأمن الأوروبى، حيث تعمل في فرنساوالنمساوألمانيا وبلجيكا. وأكد الدكتور سمير أن وجود الأتراك الموالين لأردوغان أصبح عبئًا أمنيًا كبيرًا على أوروبا، حيث هناك تقديرات أمنية أوروبية تقول إنه لو قام كل شخص من ملايين الأتراك الثلاثة بمراقبة 500 شخص أوروبى، بما يعنى أن خطر هذه الجماعات كبير للغاية. ويعطى كل هذا التسلل والدعم للإرهابيين والدواعش الحق لأوروبا في حماية أمنها الداخلى.