يوسف القعيد: رحيل عامر ترك فراغًا كبيرًا في الساحة الأدبية سعد القرش: لجلال القدرة على اختصار أي شيء في جمل قصيرة جدًا محفوظ عبد الرحمن: ما زلت إلى الآن مبهورًا ومندهشًا بكتابات جلال عامر سعيد الكفراوي: كتابات جلال أعطتنا القدرة على كشف عيوب المجتمع الذي نعيشه سكينة فؤاد: علمنا عامر كيف تكون الكلمة كاشفة ومبصرة ومشرط يداوينا إيهاب طاهر: سخرية عامر كانت مغلفة بالفلسفة والحكمة دون ابتذال مرت أمس الذكري الثانية لرحيل الكاتب الساخر جلال عامر، الذي أصيب بأزمة قلبية بعدما شاهد اشتباكات بين المظاهرة التي قادها توفيق عكاشة لمؤيدي المجلس العسكري بمنطقة بحري بالإسكندرية حيث يسكن جلال عامر، ومئات المعارضين لها منذ عامين وكانت آخر كلمة قالها قبل إصابته: "المصريون بيموتوا بعض".. "جلال" الذي لخص عصارة تجاربه وفكرة في تلك المقولة "غياب الأمن يصنع الفوضى وغياب العدل يصنع الثورة"، استطلعت "البوابة نيوز" في ذكراه أمس كيف كان يمثل لدى المثقفين والأدباء وآرائهم في كتاباته وفي فقده.. بداية، قال الكاتب الكبير يوسف القعيد، في الذكرى الثانية لرحيل الكاتب الساخر جلال عامر إن عامر كان ضابطا في القوات المسلحة، قرأت قصصه في مسابقة الجيش في مجال القصة القصيرة، وأعجبت بها ولكنه دخل قلوب الناس باعتباره كاتب مقال ساخر. أضاف "القعيد" أن رحيل جلال عامر ترك فراغا كبيرا في الساحة الأدبية وفي جريدتي المصري اليوم والأهالي. وأكمل القعيد أن عامر كان كاتبا من طراز خاص، أتمنى أن يقوم نجله رامي بتجميع مقالاته وكتاباته الأخيرة في كتاب لأن الكتاب أرقى وأبقى من الجريدة. أما الروائي سعد القرش: يصعب الكلام عن جلال عامر الذي قال عن نفسه: "أنا ابن الحارة أتيت على غفلة وح رحل على غفلة "لقد ظهر "عامر" فجأة فأثرانا بإبداعاته واختفي فجأة خلال الأحداث المؤسفة إبان ثورة يناير، وأضاف "القرش": تظهر العبقرية المصرية في كتابات "عامر" الذي امتلك القدرة على تلخيص أي شيء في جمل قصيرة جدا فإن "عامر" يمتاز بالإيجاز وتلخص ذاته الشخصية المصرية المحبة للانتماء العسكري وللفلسفة والحياة، والقادرة على إثارة الضحك من مواقف عادية جدا. بينما قال الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن: كان أحد أحلامي أن ألقاه ولسوء الحظ حالت ظروفي وظروفه وظروف أصدقائنا المشتركين دون تحقيق هذه الأمنية والرغبة الملحة داخلي. أضاف "محفوظ": لقد بدأت هذه الرغبة الملحة في رؤية جلال عامر منذ بدأت أقطع بعض مقالاته لأحتفظ بها لمعاودة قراءتها مرة أخرى من شدة إعجابي وانبهاري بما يكتبه، والتراجيديا الغريبة هي إنني عندما قررت ألا أعتمد على الأصدقاء وأتيت برقمه ورحت أهاتفه وجدت أنه توفي في ذات اليوم الذي قررت أنا محادثته فيه، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي رغم أن الموت علينا حق لا مفر منه إلا إنني ما زلت أحمل هذا الإحساس والرغبة في رؤيته إلى الآن وربما يوما التقيه. أما الروائي سعيد الكفراوي فقال: افتقدنا جلال عامر الذي كانت كتاباته تعطينا القدرة على كشف عيوب الواقع الذي نعيشه على المستوى الاجتماعي والسياسي والثقافي. أضاف "الكفراوي" أن عامر جاء في آخر العمر يحمل صوتا جديدا جميلا قادرا على إبداع السخرية ولم يمض غير وقت قليل، وكان صوت عامر ممثلا في واقعنا أحد الضمائر الحية، حيث امتلك القدرة أن يمد أنامله لحنايا الناس الفقراء فيعبر عنهم أحسن التعبير. وأكمل "الكفراوي": أعتقد أن وجود عامر بيننا الآن في هذا الوقت القائم على الاحتمالات كانت الأمور ستختلف كثيرا في حضرته. وقالت الكاتبة سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية إن كلمات ورؤى ووطنية جلال عامر التي طرحها وحبه لهذه الأرض حاضر. أضافت "فؤاد" أن "عامر" علمنا كيف تكون الكلمة مبصرة وكاشفة ومشرط يداوي، فمن خلال كتابات "عامر" تستطيع أن تقرأ مصر العميقة المحبة. وأكملت "فؤاد"، أنه من الأقلام التي كلما تأزمت أحلام الوطن عرفنا قيمتها وقدرها، وهو نموذج للكتابة التي تجعلك تبتسم وأنت تتألم، رحم الله الفقيد. قال الكاتب الساخر إيهاب طاهر: إن المبدعين لا يموتون بل ترفرف أرواحهم علينا وتحلق أفكارهم في سمائنا، فجلال عامر وإن كان رحل عنا بجسده فما زالت أفكاره وأطروحاته الناقدة اللاذعة الساخرة تحيا بيننا، لم تغب عنا لحظة. أضاف "طاهر" إن المؤسف أن يعيش جلال حزينا مهموما بهموم الوطن وأنات فقرائه ويموت كمدًا حزينًا على تصارع المصريين واقتتالهم حتى كانت آخر كلماته قبل أن يموت في مدينة الإسكندرية" عندما هاجم البلطجية الثوار فراح يقول: "المصريون بيموتوا بعض"، وأكمل "طاهر" رحم الله فقيد الأدب والثقافة الكاتب المبدع جلال عامر فيلسوف الساخرين رغم أنه كان يرفض دائما أن يلقب بالكاتب الساخر وكان يقول عن ذاته "أنا كاتب عادي على باب الله، رحم الله من كانت سخريته مغلفة بالحكمة والفلسفة دون ابتذال؛ فإن سخرية عامر كانت على قدر عال من الذكاء بل كانت ثاقبة كما كانت بصيرته نافذة ولكتابته مذاق خاص. أضاف: استطاع بسخريته أن يجمع بين الإفادة والمتعة التي تدخل البهجة والحبور على من يقرأه وربما ساعده في هذا دراسته للفلسفة التي غلف بها كتاباته وبسطها لتصل إلى مستوي فكر القارئ العادي الذي تجاوب مع ما يكتبه عامر وانتظره يوميا عبر مقالاته.