قدره أن طريق بيته يقطع السوق العمومي، كعليل منعه الداء من الطعام، الداء ليس عضويا فشهيته مفتوحة ولكن ميزانيته مقفولة على الكهرباء والإيجار ومصاريف العيال، أفى النظر متعة أم زيادة حرمان؟ سؤال يدور في رأسه كل نهار، ماذا لو تجرأ وخالف المعتاد واشترى بعض الفاكهة، من أى بند ستكون الخسارة؟ ولمن سيستدان؟ النفس تطلب واليد عاجزة عن التلبية وخجل السؤال يطل من عين موظف حاصره ضياع الراتب على الخبز والطعام آخر الشهر، ولم يتبق له في جيبه إلا جنيهات معدودة ينشد بها سترا بعيدا، ولسان حاله يطالب المسئولين بنقل أسواق الفاكهة بعيدا عن الفقراء، ففى النظر دون الطعام عذابات تزيد الأمر سوءا، لعل في البعد جفاء للحرمان. عبدالرحمن يوعد أولاده كل يوم بالفاكهة لدى تقاضيه علاوة، فلا تأتى ويأت موسم الحصاد ويمر مرا، دون طعم يستساغ.. لكن يا عبدالرحمن لعل فرجه قريب فإذا شاء وأراد أمطرت السماء عليك نعما اشتريت بها كل ما في الأسواق.