فاينانشيال تايمز: رئيس وزراء اليونان يتحدى ماكرون

دعا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الاتحاد الأوروبي إلى فتح محادثات العضوية مع مقدونيا الشمالية وألبانيا العام المقبل، الأمر الذي ربما يشكل تحديًا لمساعي فرنسا الرامية إلى عرقلة عملية التوسع وانضمام دول غرب البلقان إلى التكتل.
وانتقد ميتسوتاكيس -في مقابلة أجراها مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ونُشرت اليوم الثلاثاء- قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر الماضي بتبني حق النقض /فيتو/ على مفاوضات الانضمام الجديدة، ووصفه بأنه "خطأ".. وقال: "آمل أن يتم تصحيح هذا الخطأ".
كما أدان ميتسوتاكيس -في حديثه الذي أجراه قبل زيارته المزمعة إلى لندن لحضور قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في وقت لاحق من الأسبوع الحالي- وصف ماكرون للحلف بأنه "مات دماغيا"... وقال:" إنه على الرغم من أن بعض مخاوف الرئيس الفرنسي كانت صحيحة، إلا أن المصطلحات التي استخدمها يمكن أن تأتي بنتائج عكسية".
وأضاف:" أن اللغة تنطوي أحيانا على أهمية كبيرة، ويمكن أن تُنهي الأمور بنتائج عكسية...وكان يمكن أن تقول إن الناتو بحاجة إلى الإصلاح، وأن تبتعد عن قول بأنه مات دماغيا".
وتابع: "أوافق على أن أوروبا ككل تحتاج إلى تطوير المزيد من القدرات الدفاعية، لكن تجاهل الدور الذي يلعبه حلف الناتو باعتباره ركيزة للسلام في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية هو أمر بعيد للغاية عن اعتقادي".
من جانبها، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قمة الناتو المرتقبة الأسبوع الحالي ستُعقد على خلفية تصاعد التوترات عبر الأطلسي بشأن قضايا عديدة منها؛ التزام الولايات المتحدة وتقاسم الأعباء الأوروبية والغضب من الهجوم التركي على سوريا والتقارب مع روسيا.
وفي هذا، قال ميتسوتاكيس:" إن اليونان لديها قضاياها مع تركيا، لكنها تفضل أن تناقش هذه القضايا مع أنقرة تحت مظلة حلف الأطلسي".
يذكر أن قرار ماكرون باستخدام حق النقض (الفيتو) أثار غضب المزيد من العواصم الأوروبية الأخرى، بما في ذلك برلين. لذلك حثه ميتسوتاكيس على التعامل مع قضية توسيع الاتحاد الأوروبي وانضمام غرب البلقان كهدف جغرافي سياسي، كما فعل أسلافه في باريس في تعزيز انضمام اليونان قبل أربعة عقود.
جدير بالذكر أن فرنسا تؤكد وجهة نظرها بأن الاتحاد الأوروبي يواجه الكثير من التحديات مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والهجرة والتهديدات الأمنية من جانب روسيا، وتعتبر أن هذه الملفات لها أولوية في الأجندة الأوروبية أكثر من قضية السماح بضمّ دولتين أخريين من منطقة البلقان إلى التكتّل.