طائرات النقل الاستراتيجى الأمريكية "سى – 130" تعود إلى الأجواء بكفاءة

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" عن إعادة معظم طائرات النقل الاستراتيجي فى سلاح الجو الأمريكى من طراز "سى – 130 – هيركيوليز" إلى الخدمة بعد إجراء الفحوص الفنية واختبارات التحقق الكافلة لمأمونية استخدامها.
وأكد متحدث باسم البنتاجون أن أسطول الولايات المتحدة من طائرات "سى – 130 – هيركيوليز" قد عاود تحليقه وتنفيذ مهامه بأعلى قدر من الكفاءة بعد عمليات الفحص الفنى الاحترازى التى أجريت على 88 طائرة من هذا الطراز بدءا من 12 أغسطس الماضى بينت صلاحية 87 طائرة منها لمعاودة الخدمة.
وقالت روس ويلى الناطقة باسم سلاح النقل الجوى الأمريكى لدورية "ميليترى دوت كوم" إن شقوقا قد بدت فى جنيحات ومراوح الدفع الخاصة ببعض طائرات "سى – 130" الأمريكية وهو ما استدعى عمل الفحص الفنى الاحترازى الذى تم خلال الأسابيع الماضية.
وأضافت أن الأمر قد استلزم للقيام بذلك صدور أمر فى منتصف أغسطس الماضى من الجنرال ماريان ميللر مساعد رئيس أركان قيادة سلاح النقل الجوى الأمريكى بحظر تشغيل 123 طائرة من هذا الطراز من أصل 450 طائرة تشكل فى مجموعها أسطول الولايات المتحدة من طائرات النقل الاستراتيجى "سى – 130 هيركيوليز" وكذلك منع استخدام الطائرات الأخرى من ذات الطراز وكذلك من طراز "سى – 130 جيه" لأكثر من 15 ألف ساعة طيران لحين صدور تعليمات أخرى وتحليل نتائج الفحص الفنى النهائية.
وأوضحت المتحدثة الأمريكية أن الفحص الأمنى الاحترازى كان فرصة لعمل فحوصات شاملة على كفاءة أجهزة التوجيه الملاحى ومنظومات إدارة عمليات الطيران البحرى ومنظومات الشحن والتفريغ الخاصة بتلك الطائرات وبينت جميعها عمل تلك المنظومات بكفاءة عالية.
وبحسب المعلومات الصادرة عن سلاح الجو الأمريكى، لا تزال القوات الجوية الأمريكية تستخدم طائرات سى – 130 من طرازى اتش وجيه فى عملياتها داخل وخارج الولايات المتحدة برغم إحالة كلا الطرازين إلى التقاعد فى العام 2012 وذلك بسبب إجراءات تمديد العمر الافتراضى لهما وما أثبتتاه من كفاءة عالية فى الاستخدام، لكن قيادة سلاح الجو الأمريكى قد قررت فى وقت سابق من العام الجارى إخراج 60 طائرة من طراز سى – 130 من الخدمة مؤقتا لعمل عمرات لمحركاتها وتحسين كفاءتها وهى الطائرات التى يرجع تاريخ إنتاجها إلى ما قبل العام 1971.
وفى العاشر من يوليو 2017 تحطمت طائرة نقل من طراز C-130T فوق منطقة ليفلور بالميسيسيبى وكان على متنها 17 من مشاة الأسطول وتبين أن سبب ذلك هو تآكل شفرات مراوح الدفع الخاصة بالطائرة وهو ما نبه قيادة سلاح الجو الأمريكى إلى ضرورة إجراء المراجعات الفنية اللازمة لضمان سلامة استعمال تلك الطائرات، وعلى أثره تم وضع برنامج للصيانة والتفتيش الفنى الاحترازى يتألف من 21 خطوة تنفيذية لتوفير أقصى أمان لعمليات التحليق وإضافة تحسينات فنية على الطائرات القديمة وهو ما تحقق بنجاح كبير وصولا إلى حد تركيب نظم تحديد الموقع "جى بى اس" وتطبيقات الذكاء الاصطناعى الحديثة على تلك الطائرات الأقدم عمرا والتى أبدت هندستها قبولا لاستيعابه وهو أمر يحسب لمصمميها فى لوكهيد مارتن ممن يصفهم المراقبون بأنهم كانوا يمتلكون رؤية بعيدة النظر لتلك التطورات المستحدثة.
وتعد الطائرات "سى – 130 – هيركيوليز" من الطائرات العملاقة التى تستخدام فى عمليات النقل ذات الطابع الاستراتيجى بعيد المدى وهى من إنتاج مؤسسة لوكهيد مارتن الأمريكية وتعمل اعتمادا على 4 محركات توربينية من الفئة T56-A تحقق لها سرعة تحليق تصل إلى 44 ألف عقدة فى الساعة وذلك لمدى يصل إلى 2000 ميل دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود، وبرغم ضخامة بدن الطائرة سى – 130 – هيركيوليز لا تحتاج لطاقم تشغيل يتعدى 5 أفراد وهم طيار وطيار مساعد وملاح ومهندس جوى ومسؤول إدارة الشحن والتفريغ، وبالإضافة إلى النقل الاستراتيجى تقوم تلك الطائرات بمهام معاونة فى حراسة الحدود ونقل التشكيلات المقاتلة والمعدات ومركبات القتال، كما بإمكانها عمل إسقاط جوى لحمولات تصل إلى 42 ألف رطل إلى الأرض سواء فى مهام القتال أو مهام الإغاثة الإنسانية العاجلة وجميعها مهام باشرها اسطول "سى – 130 – اتش" الأمريكى بكفاءة على مدى أكثر من نصف قرن فى مسارح عمليات داخل وخارج الولايات المتحدة بفضل التحسين الفنى المستمر الذى يتم عليها .