بالرغم من إعلان ما يسمى "بتحالف دعم الشرعية"، عن تنظيم مظاهرات عدة في ذكرى ثورة يناير، وذكرى مذبحة بورسعيد الثانية، وذكرى موقعة الجمل، وبالتزامن مع محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان، في عدد من المناطق الحيوية، إلا أن أنصار الجماعة اختفوا الأيام الماضية السالف ذكرها، وكأنهم تبخروا كالعدم، ما أثار اندهاش المحللين السياسيين. ومن ضمن المناطق الحيوية التي كانت من ضمن أولويات الجماعة، وقبلة تظاهراتهم، منطقة "مدينة نصر"، تلك المدينة الهادئة في الماضي، ولكن عقب عزل مرسي، تمركز بها الإخوان، ووضعوا خيمة تلو الأخرى، إلا أن صنعوا "اعتصام رابعة العدوية"، الذي تم فضه من قبل قوات الأمن في منتصف أغسطس الماضي، وقد تلى اعتصام الإخوان، أحداث الحرس الجمهوري، القريب من ميدان رابعة العدوية، وأحداث النصب التذكاري، وبقيت مدينة نصر قبلتهم الأولي، وبالرغم من فض الاعتصام، إلا ان بداية انطلاق مظاهرات الإخوان، كانت من مدينة نصر. ولكن اللافت للانتباه، أن أخر مظاهرة للإخوان حاشدة في مدينة نصر، في الذكري الثالثة للثورة، أما في ذكري موقعة الجمل ومذبحة بورسعيد، وبالتزامن مع محاكمة مرسي، لم يظهر الاخوان في مدينة نصر، واختفوا من محيط رابعة، ومن محيط مسجد السلام بالحي العاشر، ومن محيط مسجد الشرابي بعباس العقاد، وقد أرجع عدد من شباب الإخوان تلك الاختفاء بسبب القبضة الأمنية في تلك المنطقة العسكرية، حيث تتمركز قوات الأمن المركزي بالاشتراك مع قوات الجيش، في ميدان رابعة العدوية، وفي محيط مسجد السلام، وفي شارع مصطفى النحاس الكائن به منزل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وقسمي "أول وثان مدينة نصر"، فضلًا عن تواجد عدد من المنشآت العسكرية التابعة للقوات المسلحة، ك "دار المدرعات" و"دار المركبات"، و"دار الحرس الجمهوري"، و"دار القوات الجوية"، وعدد من المنشآت الإدارية التابعة للجيش، ما يزيد من تكثيف تأمين المنطقة، هذا بالإضافة إلى القبض على عدد كبير من أنصار الجماعة، ما اضطر الجماعة على الانسحاب من تلك المنطقة، والبحث عن أماكن أخرى أقل قبضة أمنية للتظاهر فيها.