قبيل ساعات من إنطلاق تظاهرة التأييد للرئيس مرسي وإعلانه الدستوري أمام جامعة القاهرة، والتي أعلن حزب الحرية والعدالة وجماعته «الاخوان المسلمون» عن تنظيمها ظهر اليوم الثلاثاء .. أعلن حزب الحرية والعدالة وكذا جماعة الاخوان عن إلغاء التظاهرة .. وزعما أن قرار الإلغاء تم إتخاذه حتى لا تحدث صدامات أو اشتكابات بين المتظاهرين المؤيدين والرافضين للإعلان الدستوري .. وللتهدئه ولم الشمل .. قرار الإلغاء جاء بعد تصريحات عديدة من قيادات الحزب والجماعة تدعو وتحمس «الجماهير» للنزول لتأييد الرئيس .. فهل حقاً كان قرار إلغاء تظاهرة الاخوان حفاظاً على دماء ووحدة المصريين؟! للإجابة على هذا السؤال .. نعود لتصريحات قادة الاخوان، مساء الجمعة الماضي عقب إقتحام مقرات الحزب والجماعة في أكثر من محافظة مصرية من القاهرة إلى الاسكندرية ومن الغربية إلى بورسعيد ومن الاسماعيلية إلى السويس ومن الشرقية إلى أسيوط .. الخ.. وكل هذه التصريحات أشارت إلى شباب وأنصار الاخوان كانوا خارج محافظاتهم ومتجمعين في مظاهرة الاخوان بالقاهرة!! – لقد أكدت تلك التصريحات ما سبق أن أشرنا إليه، في الرد على المبالغين في رصد قوة وشعبية الحزب والجماعة في الشارع المصري، من أن الاخوان يعتمدون تكتيك «القوات المحمولة» – من جميع المحافظات، للمشاركة في مليونات القوى الإسلامية بالقاهرة – وهو ذات التكتيك الذي تعتمده الأحزاب السلفية – الامر بات واضحاً .. (يا هنا .. يا هناك) وقد أكد القيادي الاخواني السابق (والمغضوب عليه من الجماعة) ثروت الخرباوي عندما قال: الحشد العددي للاخوان «من الاعضاء والانصار» لا يسمح لهم بالتواجد في القاهرةوالمحافظات في وقت واحد .. وخوفهم من ضعف الحشد للمظاهرة امام جامعة القاهرة يوم الثلاثاء (26/11) هو السبب الحقيقي وراء قرار إلغاء التظاهرة .. سبب آخر – بعيدًا عن إدعاءات الاخوان بحماية المصريين – يعود لاكتشاف الاخوان ان «رفاق المسيرة» - من السلفيين أقل حماسًا ورغبة في الدفاع عن الإعلان الرئاسي الدستوري .. وهو ما ظهر بجلاء في تصريحات قيادات سلفيه بارزه مثل د.ياسر البرهامي ود.عماد عبدالغفور ونادر بكار وغيرهم الناقدة أو الرافضة أو غير المتحمسه للإعلان .. بالإضافة إلى اتساع دائرة الرفض والنقد للإعلان بقوة من رموز وشخصيات عامة ذات توجهات ومرجعيات دينيه [مثل محمد عبدالقدوس – عمرو خالد – د.سليم العوا – الشيخ حافظ سلامة – المستشار طارق البشري – د.كمال الهلباوي – بل حتى نائب الرئيس محمود مكي أعلن بوضوح تام «أننى مع إلغاء الإعلان الدستوري الأخير»،!! ويبقى السبب الأبرز والأهم في «خطة» تراجع الاخوان عن حشد مؤيديهم للتظاهر أمام جامعة القاهرة ويكمن في حالة الغضب والسخط والرفض المتنامية خلال الأيام الأخيرة ضد الإخوان ومرشدهم وحزبهم ورئيسهم .. والتي لم تعد قاصرة على نخب أو تيارات مدنية، ليبرالية، يسارية.. بل تحولت إلى حالة رفض شعبي عارمة، تتسارع وتيرتها، بدرجة تكاد تتماثل مع ما حدث مع المخلوع مبارك... والحادث الآن أن الرئيس وحزبه وجماعته في أختبار صعب وقاس، وحقيقي في آن .. لا يصلح معه المراوغات واللف والدوران وازدواجية الخطاب، تلك الاساليب التقليدية القديمة التي تعودتها جماعة الاخوان، ولم ولن تكون مجدية للخروج من المأزق الذي صاغه تيار الاسلام السياسي وفي القلب منه الاخوان، على مدار الشهور الأخيرة .. فهل يستجب الرئيس مرسي «لوصفة الخروج من الأزمة»، ويبادر بالغاء الإعلان الدستوري ويعيد تشكيل الجمعية التأسيسية، ويتخذ خطوات جادة في ملف العدالة الاجتماعية، ويدعو لحوار وطني جاد ومثمر، أم أنه سيكرر سيناريو المخلوع مبارك في التعامل مع مطالب الثوار؟!. حتى هذه الساعة، مساء الثلاثاء 27 نوفمبر تسيطر على البلاد والعباد «حالة» ما قبل سقوط مبارك ولسان الحال يقول «ما أشبه الليلة بالبارحة».