تفتتح العاصمة البريطانية لندن في الثانى من أكتوبر المقبل الدورة ال63 من مهرجان لندن السينمائى الدولى تحت إدارة تريشيا تاتل، بفيلم «التاريخ الشخصى لديفيد كوبرفيلد» للمخرج أرماندو إيانوتشي، بطولة ديف باتيل، تيلدا سوينتون، هيو لوري، وبمشاركة 229 فيلما من 78 دولة مختلفة، معظمها يعرض للمرة الأولى في أوروبا، وتطغى فيها نسبة النساء كممثلات أو منتجات أو مخرجات على النسبة الذكورية لتصل إلى 40 ٪، ومن المقرر أن تستمر فعاليات المهرجان حتى الثالث عشر من الشهر نفسه، على أن يختتم بفيلم «ذا آيريشمان». ويتضمن المهرجان هذا العام مشاركة دفعة استثنائية من المخرجين المقيمين في لندن من خلال تصوير الأفلام الروائية بالمسابقة الأولى والثانية، حيث تعقد لهم مسابقة بمعايير خاصة، طبقا لما أكدته «تاتل» بأن هذا الجيل من المبدعين يتمتع بغريزة سينمائية فذة لاستكشاف القضايا الاجتماعية والسياسية الملحة. ولاحظ متابعو المهرجان على مدى سنواته الماضية حدوث طفرة في نوعية الأفلام المشاركة في مسابقاته المختلفة، وفى كيفية اختيار لجانه التحكيمية، خاصة أنه عنى بعرض الأفلام التى شاركت في كبرى المهرجانات السينمائية العالمية والتى تم ترشيح أغلبها للفوز بجوائز الأوسكار، بالإضافة إلى ذلك فإن إدارة المهرجان استطاعت تحقيق التوزان في فعالياته من خلال الأفلام المختلفة التى ساهمت في تمثيل كل الثقافات العالمية، مما ساعد على دفع المهرجان بشكل كبير نحو العالمية. بجانب ذلك حرصت إدارة المهرجانات على طرح أفلام تعرض للمرة الأولى، كما أتاحت الفرصة للنقاد وصائدى النجوم للكشف عن المواهب الجديدة. يشار إلى أن المهرجان يعزز من فرص فوز النساء، خاصة اللاتى تحمل أفلامهن قضايا إنسانية، ففى دورة المهرجان الماضية فازت المخرجة النمساوية الإيرانية الأصل سودابة مرتضى بفيلمها «جوى» بجائزة أفضل فيلم، الذى وصفه بعد ذلك رئيس لجنة التحكيم المخرج والكاتب الإيرلندى لَنى إبراهامسن بأنه فيلم تحريضي، صنع بشكل فريد ومفعم بالحيوية والجمال، قدم للجمهور صورة مدمرة عن قدرة الإنسان على التعايش ومرونته في أقسى البيئات اللا إنسانية، حيث تسلط أحداثه الضوء على قضية الاتجار بالنساء وتهريبهن من أفريقيا إلى أوروبا لاستخدامهن واستغلالهن في الدعارة، كما ركز الفيلم على الأوضاع المأساوية والمشكلات الاجتماعية للنساء الأفارقة.