* كاتبة إماراتية: ماذا قدم الاتحاد الذي يتزعمه القرضاوي للإسلام * سلطان النعيمي: "القرضاوي" يغيّر قبلته حسب العطايا والهبات * عبد العاطي: على أي طرف يتجاوز في حق مصر أن يتحمل التبعات
أثارت تجاوزات يوسف القرضاوي بحق عدد من الدول العربية، موجة غضب لدى كل من مصر والإمارات العربية المتحدة، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير الدكتور بدر عبد العاطي - تعليقا على الموقف المصري من استدعاء وزارة الخارجية الإماراتية للسفير القطري لتسليمه مذكرة احتجاج على تطاول يوسف القرضاوي على دولة الإمارات من على منبر أحد مساجدها - أن وزارة الخارجية قامت بالفعل باستدعاء السفير القطري من قبل وتسليمه رسالة شديدة اللهجة، ولم يتم الاكتفاء بهذا فقط، بل قام السفير المصري لدى قطر بتبليغ رسالة مماثلة شديدة اللهجة أيضاً للسلطات القطرية. وأوضح عبد العاطي أن علي أي طرف يتجاوز في حق مصر أن يتحمل تبعات ومسؤولية ذلك، لافتا إلى أن السفير المصري لدى دولة قطر متواجد الآن في مصر في إجازة. وفى السياق ذاته، التقى الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، مندوب دولة الكويت لدى جامعة الدول العربية السفير عزيز الديحاني، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، اليوم الاثنين، لمناقشة سبل تدعيم "الوساطة" التي قام بها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بين دولتي قطروالإمارات مؤخرا، على خلفية الأزمة التي اشتعلت بين البلدين بسبب اتهامات يوسف القرضاوي - الحاصل على الجنسية القطرية والفقيه الخاص للأسرة الحاكمة في دويلة قطر، والمنتمي إلى جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة – لدولة الإمارات العربية المتحدة بأنها تقف ضد أي حكم إسلامي، وهو الأمر الذى أدى إلى إعلان وزارة الخارجية الإماراتية استدعاءها سفير قطر في أبو ظبي، فارس النعيمي، وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية على خلفية ما وصفته ب "تطاول" الشيخ يوسف القرضاوي - رئيس ما يُسمّى ب "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" - على الإمارات خلال خطبة الجمعة بالعاصمة القطريةالدوحة في 24 يناير الماضي. من جانبه، أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش - خلال الاستدعاء - عن بالغ استياء حكومة وشعب دولة الإمارات مما تلفظ به المدعو بحق الإمارات وعبر التليفزيون الرسمي لدولة جارة وشقيقة. وكان القرضاوي قد تعرض إلى دولة الإمارات في خطبة الجمعة خلال استعراضه للانتخابات الرئاسية المصرية التي فاز فيها الرئيس المعزول - المتهم بالعمالة والتخابر والإرهاب -محمد مرسي. وقال القرضاوي: "دخل مرسي الانتخابات ولم يكن معقولا أن أكون مع أحمد شفيق، لأن ذلك يعني أنني مع حسني مبارك، فشفيق يعيش في الإمارات التي تقف ضد كل حكم إسلامي وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون". ويُعدّ الاحتجاج الإماراتي رفضا لما ورد في كلام وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، الذي تبرأ من اتهامات الشيخ يوسف القرضاوي لدولة الإمارات، وقال إن القرضاوي لا يمثل إلا نفسه، وإن العلاقات بين الإماراتوالدوحة وثيقة ولا تتأثر، وقال العطية: "إن علاقة دولة قطر مع دولة الإمارات العربية المتحدة علاقة استراتيجية في كل المجالات، سواء على مستوى الدولتين أو على مستوى الشعبين". من ناحية أخرى، شنت الكاتبة الإماراتية أمل عبد الله الهدابي، هجوما لاذعا على الشيخ يوسف القرضاوي بسبب اتهامه لدولة الإمارات العربية المتحدة بأنها ضد أي حكم إسلامي، ووجهت حديثها إليه قائلة: "اللهم إني أشهدك أننا بريئون من الخطب المشبوهة التي تزج بدينك الإسلامي الحنيف في صراعات المصالح والمناصب والسلطة واختطاف الدول والشعوب وتأجيج الخلافات"، وقالت الهدابي: "أثق تماماً في أن الكثيرين يتعففون عن الرد على ما يتفوه به القرضاوي وغيره من خلال قناة الجزيرة بحق دولة الإمارات العربية المتحدة، وأثق أيضاً أن الأشقاء في قطر يدركون تماماً أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة قادرون على أن نمارس السلوك ذاته ضدهم عبر قنواتنا الفضائية وأدواتنا الإعلامية ووسائل وآليات أخرى عديدة هم يعلمونها، ولكننا نلتزم قول الله تعالى "ومَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً"، وقد جاء ذلك في مقالها الذي نشرته جريدة الاتحاد الإماراتية، حيث أضافت: "إنه لا جدال في أن من الحقوق السيادية لدولة قطر الشقيقة أن تستضيف من تشاء على أراضيها، وهي حقوق لا يستطيع عاقل رشيد أن ينازعها فيها، حتى لو تحولت أرض الأشقاء في قطر العزيزة إلى مأوى لمن لا مأوى له، أو اتخذت الجماعات والتنظيمات والعناصر المتطرفة والمحرضة على الفرقة والتعصب والفوضى منها وطناً، ولكن أن تتطاير شرور هذه العناصر والتنظيمات حتى تصل إلى دولة أخرى ورموزها وتمس سيادتها وتنال من كبريائها الوطني، فهذا ما نتصور - من باب حسن الظن - أن الأشقاء في قطر لا يرضونه ولا يقبلون به، ولو من أجل الحفاظ على تقاليد وأعراف طالما حكمت علاقات نحسب أنها أخوية تسود بيننا في دول الخليج العربية على مرّ التاريخ، لا أتحدث هنا عن ممارسات إعلامية أو سياسية غائبة عن الأذهان، بل أقصد تحديداً خطاب التحريض والكراهية الصادر عن المواطن القطري المصري يوسف عبد الله القرضاوي، الذي لا يترك مناسبة إلا وزجّ فيها باسم دولة الإمارات العربية المتحدة ورموزها متطاولاً وساعياً إلى الإساءة، وزاعماً أن دولتنا "تقف ضد كل حكم إسلامي وتسجن المتعاطفين معه". وأضافت: "ترى هل فات القرضاوي أن دستور دولة الإمارات العربية المتحدة ينص على أن "الإسلام هو الدين الرسمي للاتحاد، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع فيه"، وبالتالي فمن الغرابة الادّعاء بأنها تقف ضد كل حكم إسلامي!، والأصح أنها تقف فعلاً وقولاً ضد أيّة جماعة تتاجر بالدين وتتخذ منه مطية لتحقيق أهدافها على حساب الشعوب ومصالح الدول. ومن ناحية أخرى، طالب الدكتور سلطان محمد النعيمي، الشيخ يوسف القرضاوي بإعادة حساباته من جديد، وجاء ذلك في مقال له نشر في جريدة الاتحاد الإماراتية تحت عنوان "من يُقرِض القرضاوي؟"، بعد اتهامات القرضاوي للإمارات العربية المتحدة بمناهضة الحكم الإسلامي، واستنكر النعيمي محاولات التمسح بالدين للوصول إلى الغايات السياسية، وسأل عن الحكم الإسلامي الذي يقصده الشيخ القرضاوي، قائلاً: "إن كان الأمر كذلك فيكفي أن نقول للشيخ القرضاوي إن دولة الإمارات هُويتها الإسلام منذ تأسيسها وهي كذلك ما شاء الله، فالإمارات لم تتغير ولكن يبدو أن عيون البعض وتوجهاتهم تتغير بتغير المصلحة، حتى لو وصل الأمر إلى طمس الحقائق الواضحة وضوح الشمس". وقال النعيمي إن عدد المساجد في دولة الإمارات العربية المتحدة - حسب إحصائية الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف - يبلغ 4915 مسجداً وهي في تزايد مستمر، وهناك أضعافها قد بُنيت خارج دولة الإمارات بتبرعات من أبناء الشيخ زايد، ناهيك عن مراكز تحفيظ القرآن والوقف بالإضافة إلى الجمعيات الإماراتية الخيرية التي تمتلك العديد من المشروعات داخل الدولة وخارجها، وبعد كل هذا تخيل يا شيخ يأتي أحد ويقول "الإمارات تقف ضد كل حكم إسلامي!". ولفت النعيمي إلى أنه قد "وصل عدد المصلين في ليلة ال 27 من رمضان في مسجد الشيخ زايد الكبير إلى أكثر من 40 ألف مصلٍ"، كما "تستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة سنويًا العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة في رمضان، وهي سُنة حميدة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، سائر على إثرها خلفه الشيخ خليفة بن زايد"، وكشف النعيمي عن أن الشيخ يوسف القرضاوي قد زار دبي وتسلم جائزة شخصية العام الإسلامية التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وبعد كل هذا تخيل يا شيخ هذه الدولة التي تكتظ فيها المساجد وتعقد فيها المؤتمرات والندوات الإسلامية والمسابقات الدينية، وأعمالها الخيرية لنصرة المسلمين وغير المسلمين عن طريق مؤسسات الأعمال الخيرية، يأتي أحدهم ويقول "الإمارات تقف ضد كل حكم إسلامي!".