لم تكن فى يوم من الأيام مجرد نقابة مهنية على الهامش، ولكنها كانت، ومازالت، وستبقى أحد أهم أعمدة الفئات المهنية المصرية، وذلك باعتبارها الجهة الاستشارية الهندسية للدولة، والتى تجمع كل التخصصات الهندسية.. إنها نقابة المهندسين، والتى نرصد من خلال التقرير التالي، بعض من الأزمات التى تعانى منها النقابة خلال الفترة الحالية. «التعليم الهندسي» يعتبر أبرز هذه الأزمات، فى ظل حالة الزخم الذى شهدته مواقع التواصل الاجتماعي، بعد سعى بعض الأعضاء لإطلاق «هاشتاج» مناهض لنقيب المهندسين، هانى ضاحي، الأمر الذى دفع المهندس مؤمن شفيق، أمين صندوق نقابة المهندسين، المقرر الإعلامى للنقابة، لاستنكار الأمر، مشيرًا إلى أن هذا «الهاشتاج» يتم من خلاله تداول بيانات مغلوطة. وقال «شفيق»: «الأمر غريب، ويحمل فى طياته علامات استفهام كثيرة، حيث إن مجلس النقابة الحالى، بدأ طريق الإصلاح فى قضية التعليم الهندسى، ولن يتراجع أبدا، كما أن مجلس النقابة الحالى تسلم مقاليد العمل بالنقابة عام 2018، وبالتالى لا يمكن أن يصدر عن أعضائه بيان خاص بخريجى 2015-2016، هذا فضلًا عن أن إنشاء المعاهد الهندسية يرجع إلى عام 1997، ومنذ إنشائها إلى اليوم، لم يحدث مطلقا أن تم إيقاف سيل إصدار تراخيص المعاهد الهندسية الخاصة، إلا بعدما تولى مجلس النقابة الحالى برئاسة المهندس هانى ضاحى، وبمشاركة ودعم وزارة التعليم العالى، تم إصدار قرار من المجلس الأعلى للجامعات بإيقاف تراخيص المعاهد الهندسية لمدة خمس سنوات، وتقنين الأوضاع فى المعاهد الحالية»، لافتًا إلى أن التعاون مع وزارة النعليم العالى، أدى أيضا إلى صدور قرار بألا يتم قبول خريجى الثانوية العامة بالمعاهد الخاصة، شرط أن يكونوا حاصلين على أقل من 10٪ عن القبول بالجامعات الحكومية، كما أن هناك من يحاول تشويه الحقائق وقلب الموازين، فليس بالضرورة أن يكون كل المتفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعى، بتلك الحملات «مهندسين» فى الأساس». «تهميش المرأة» أزمة أخرى ظهرت خلال الفترة الماضية داخل أروقة نقابة المهندسين، فى ظل وجود أكثر من 140 ألف مهندسة مُسجلة فى النقابة المصرية، حيث أوضحت المهندسة صباح مشالى، رئيس لجنة المهندسات المصريات، أن هذا عددا يفوق كل أعداد المهندسات فى الوطن العربى، وبتخصصات مختلفة، ونعمل فى الكثير من الجهات لتقديم الدعم وتبادل الخبرات بينهن وبين كل المهندسات فى الدول العربية، بجانب إلقاء الضوء على المهندسة العربية أينما كانت، بغض النظر عن ما تقدمه الدول لها، مشددة فى الوقت ذاته على أن المرأة مازالت فى المجتمع العربى حتى وهى تعمل مهندسة، تعانى من التمييز والتفرقة بينها وبين الرجل، مشيرة إلى أن اللجنة تهدف إلى رفع القدرات العلمية والإدارية والاجتماعية للمهندسات، ليصبحن فى مكان يليق بهن، بالتزامن مع ما حققته مصر من تميز فى هذا الإطار، بتولى 8 سيدات لوزارات. وفى هذا السياق، أوضح المهندس هانى ضاحى، نقيب المهندسين، أن هناك العديد من النماذج التى يحتذى بها لمهندسات عربيات، واللاتى كان لهن دور كبير ومؤثر فى المجال الهندسى، قائلًا: «تشرفت نقابة المهندسين المصرية بأن أحد تلك النماذج من أبنائها وهى المهندسة زينب عفيفي، أمين عام مساعد نقابة المهندسين والتى أطلق عليها أم المهندسات، نظرا لدعمها المتواصل للمرأة فى المجال الهندسى، كما أن نقابة المهندسين المصرية، انطلاقًا من كونها صرحًا كبيرًا يعتبر أكبر تجمع هندسي، يضم 700 ألف مهندس ومهندسة، وتسعى دائما فى ظل منظومة عمل داخل مصر أن ترتقى بدور المهندسة المصرية». «أزمة المهندسين المعماريين بالكويت» مشكلة المهندسين المعماريين خريجى كليات الفنون الجميلة العاملين بدولة الكويت، تنضم أيضًا لسلسلة الأزمات الدائرة داخل النقابة، وذلك بعد أعلنت الكويت خلال الفترة الماضية، عن رفضها الاعتراف بخريجى كليات فنون جميلة أقسام العمارة، باعتبارهم مهندسين، ومقيدين بنقابة المهندسين المصرية، الأمر الذى أدى إلى تواصل عدد من المهندسين المصريين مع المهندس هانى ضاحى، النقيب العام، لبحث حل المُشكلة، الأمر الذى دفع «ضاحي»، لتقديم بعض المستندات لنقابة المهندسين الكويتية، والتى وعدت بدورها بالعمل على حل الموضوع فى أسرع وقت ممكن، كما قام بالتواصل تليفونيًا مع بعض المهندسين المصريين المقيمين بالكويت، وتم التواصل بينهم وبين مسئولى نقابة المهندسين الكويتية، لوضع حل لهذه المشكلة. المهندس هانى ضاحي، النقيب العام لنقابة المهندسين المصرية، علق بدوره أيضًا على الأمر، مشيرًا إلى أن النقابة اجتمعت مع المهندسين العرب لمناقشة مشكلة المهندسين المصريين فى الكويت قسم عمارة، لتصنيفهم على أنهم معماريون وليسوا مهندسين، كما تم إحضار لائحة نقابة المهندسين الكويتية وقانون العمل الكويتى وشهادات المهندسين العاملين فى الكويت بأنهم سابقا كان لهم شهادة مهندس معمارى، وتم مناقشة الوضع مع الأشقاء فى الكويت ووعدوا بإنهاء هذه الأزمة فى أقرب وقت ممكن. وشدد نقيب المهندسين، على أن نقابة المهندسين المصرية تسعى أن تكون منارة للمعرفة والعلوم الهندسية بالشرق الأوسط وأفريقيا وتعمل على نقل الخبرات والتجارب المصرية فى شتى مجالات العمل الهندسى من خلال مشاركتها مع أشقائها بالدول الأفريقية والعربية وتنفيذ برنامج طموح لتدريب أبناء هذه الدول، ويرجع ذلك إلى الإيمان الكامل بدور النقابة المحورى فى المساهمة الفعالة فى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للأشقاء فى القارة الأفريقية، وأضاف: «هدفنا الأساسى هو تحقيق الريادة لمهنة الهندسة فى مصر وأفريقيا والمساهمة الفعالة فى الارتقاء بمستوى المهندس الأفريقى، وذلك من خلال رفع القدرات الفنية للمهندسين بعقد الدورات التدريبية وتنظيم المؤتمرات والندوات العلمية لاستعراض أحدث التكنولوجيات المطبقة على مستوى العمل الهندسى والاستفادة من تجارب الدول الأخرى، ونقل الخبرات والدروس المستفادة، حيث نتطلع إلى زيادة هذا التعاون المستمر بين النقابة وكل النقابات والتنظيمات الهندسية بالدول الأفريقية والعربية خلال الفترة المقبلة، حيث إنه ومن هذا المنطلق، تلقى جهود وأنشطة النقابة فى القارة الأفريقية دعمًا كبيرًا، فتتفق رؤيتنا مع إيمان القيادة السياسية بأن قوة العلاقات المصرية الأفريقية تحقق الاستقرار السياسى لدول القارة وتدفع نحو التنمية الاقتصادية والشاملة لشعوبنا، كما أن التعاون الوثيق الذى تشهده العلاقات المصرية مع سائر الدول الأفريقية فى مختلف المجالات يوفر فرص نجاح قوية للعلاقة الاستراتيجية ويساعد على تحقيق الأهداف المرجوة، كما أنه السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والأمن وتوفير سبل الحياه الكريمة لكل أبناء القارة السمراء، معربا عن أمله أن تكلل هذه المجهودات بالنجاح.