سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الملاهي المتنقلة".. ملاذ البسطاء في الأعياد.. بدأت في الموالد.. وانتشرت في الأحياء الشعبية.. تتميز برخص السعر.. و"المراجيح" و"الحصان الدوار" الأكثر إقبالا
"الملاهي الشعبية المتنقلة" ربما لا يعرف عنها الكثيرون بحكم عدم انتشارها، ولكنها تعد مصدر بهجة الكثير من الأطفال داخل الأحياء الشعبية والمحافظات المختلفة في مصر خلال الأعياد والمناسبات العامة. وطالما شكلت الألعاب الشعبية بالموالد ملاذا للكثير من الأطفال باعتبارها "ملاهي البسطاء" والتي تختلف عن الملاهي الكبيرة في السعر وفي التجهيز لأنها الأرخص، ورغم ذلك يقبل عليها الكثير من الأطفال والأهالي باعتبارها مصدر تسلية قريب من منازلهم ولانخفاض سعرها وارتباطها بالفلكلور الشعبي المصري. ومنذ عشرات السنين وتحديدًا أواخر القرن الماضي ارتبطت المراجيح بالموالد الشعبية والأعياد والتي كان يوجد بها الكثير من الألعاب والعروض الفنية كالحاوي والعرائس وغيرها ولكنها انحسرت مقتصرة على بعض الألعاب البسيطة التي تدار بالكهرباء. في أحد الشوارع الشعبية بمنطقة بولاق الدكرور يقف "محمد" أمام ألعابه الشعبية التي يضعها على جانب الطريق كما اعتاد أن يفعل كل عام، حيث يبدأ في الوقوف منذ الصباح وحتى نهاية اليوم خلال فترة عيد الأضحى المبارك لكي يكسب قوته ويعمل على توفير الأموال لأسرته من خلال الأطفال الذين يتوافدون على مراجيحه. وعلى الرغم من أن" محمد" يقطن بمنطقة بعيدة بمنشأة ناصر، إلا أنه اعتاد على الذهاب لبولاق الدكرور كل عام وخلال فترة الأعياد، متكبدًا عناء ومشقة الطريق وصعوبة نقل الألعاب على سيارات نقل الأمر الذي يستمر لأيام. والملاحظ هو انتشار الألعاب الشعبية خلال عيد الأضحى حيث تبدأ الألعاب في الظهور بطول الشوارع الشعبية حتى تظهر على جانبي الطريق في الكثير من الأماكن مثل السيدة زينب وأبو الريش و منطقة ناهيا وأرض اللواء و بولاق الدكرور وغيرها. "لقمة العيش".. هكذا كان رد محمد على سبب الذهاب إلى منطقة مختلفة وبعيدة عن منزله خلال حديثه ل"البوابة نيوز" لافتًا إلى أن الألعاب الشعبية هي مصدر رزقه الوحيد في منطقته ولكن خلال العيد يتحتم عليه التحرك لكي يصل لأكبر كم من الأطفال بالشوارع وهو ما يكون في الأحياء الشعبية التي يذهب الأطفال للعب بها بعد انتهاء صلاة عيد الأضحى. ويضيف "محمد" أنه يقضي الأربعة أيام الخاصة بالعيد بالشارع وبجوار الألعاب الخاصة به بعد نقلها وتجميعها وتركيبها مرة أخرى حيث يتم تفكيكها ووضعها في سيارة نقل كبيرة ومن ثم نقلها وتركيبها بالمكان الذي يقف به. ويستطرد: "الأمر ليس سهلا فأمس فخلال كل يوم كان يتم نقل لعبة على مدار 4 أيام علاوة على استمراري وقت في تركيب اللعبة واعدادها للتشغيل". وأشار إلى أنه يدفع مقابل ترخيص الحي 50 جنيها كل يوم، ولكن رغم ذلك فإن هذا لا يعفيه من مضايقات البلدية قائلًا "لازم أراضي الراجل بتاع البلدية بعلبتين سجائر عشان يسيبنا في حالنا بالشارع". وأكد أن الوضع لم يعد كما كان في ظل ارتفاع أسعار الترخيص اليومي وفي ظل نقص وضعف الإقبال على المراجيح بالمقارنة بالسابق، مؤكدًا أن الملاهي الشعبية المتنقلة تعد الأقدم والأصل الأول لشكل الملاهي قبل أن يتم تخصيص أماكن كبيرة تخصص للمراجيح يطلق عليها مدينة الملاهي. ومن جانبه أضاف "خالد" صاحب ملاهي شعبية بمنطقة ناهيا إلى أن "السوستة" و "الحصان الدوار" تعد من أفضل الألعاب التي يعشقها الأطفال، مشيرا إلى أن ما يميز الملاهي الشعبية أنها رخيصة فاللعبة قد لا تتجاوز 5 جنيهات علاوة على أنها تكون أكثر أمانا من الألعاب الموجودة بالملاهي الكبيرة لأنها تعتمد على الحركة المحدودة ولا يوجد بها ألعاب صعبة مثل الملاهي الكبيرة. ولفت إلى أن الألعاب المتنقلة يتم صناعتها من خامات قديمة من قبلهم فلعبة الأرجوحة على سبيل المثال يتم تنفيذها بالاعتماد على كراسي وحديد أو كنبة مستعملة على سبيل المثال ولكن بالرغم من ذلك فالإقبال يكون متزايد خلال العيد ما يجعل تلك الألعاب باب رزق للعاملين بالمجال.