خيم الحزن على أهالي نجع العوابد، بقرية الكرنك الجديد بمحافظة الأقصر، عقب تشييع جثمان الشهيد أشرف فتح الله سعدي، اليوم السبت، ودفنه بمقابر العائلة بالقرية، بعد أن راح ضحية الحادث الإرهابي الجبان الذي استهدف تفجير مترو البحوث بالدقي الجمعة قبل الماضية. " البوابة نيوز" انتقلت إلى قرية الشهيد، والتي تبعد نحو 3 كيلو مترات عن مدينة الأقصر، التي اتشحت بالسواد وخيم الحزن على جميع أنحاءها، حيث استقبلنا معظم أهالي القرية وأقاربه بكلمات أن الشهيد كان يتمتع بأخلاق طيبة ويتصف بتدينه وأداء الفرض بفرضه، إضافة لتواضعه واحترامه لجميع الأهالي، معلنين الحداد على ابنها الخلوق الذي أجمع أهالي القرية على حسن خلقه ووصفوه بالمصلي الملتزم. بداية، قالت "نجاح بشاري" والدة الشهيد: حسبي الله هو نعم الوكيل، كما حرمه من والده والدته وأخواته، أتمنى من الله أرى قاتلي ابني أمامي مشويين مثل اللحمة، كما فعلوا مع ابني مكتفية باحتسابه عند الله من الشهداء. فيما قالت "رشا" أخت الشهيد: إن الشهيد أشرف، هو أصغر إخواته، ويكبره 3 أبناء، كان يتمتع بخلق طيب وكان حسن السمعة بين جموع أهالي القرية، مشيرا إلى أنها حتى الآن لا تصدق نبأ وفاة أخيها وتتمنى أن تكون تحلم لتفيق منه وترى أخاها مجددا، مضيفة أن هذه هي كانت آخر شهور الشهيد في التجنيد ويعود بعدها لحضن أهله وعائلته، وغير مصدقة أنها لن تراه ثانية حسبي الله ونعم الوكيل لكل من خطط ودبر لإجراء تلك العملية الإرهابية التي اغتالت الشهيد وحرمتنا من رؤيته. فيما كشفت زوجة أخو الشهيد، أنه لم يكن يشعر بالراحة في آخر إجازة له بالقرية، ولكنه قام بوداع كل جيرانه وأقاربه قبل سفره على غير المعتاد، رغم أن هذه الإجازة كانت تعتبر له الأخيرة لينهي بعدها الخدمة في الجيش، ويعود بعدها ولكنه كان يشعر بشئ ما، مشيرة إلى أن الشهيد قام عند وصوله بمحادثتها هاتفيا، وأكد لها أنه يتخوف من أحداث يوم 24 و25 يناير، ولذلك طلبت منه عدم المخاطرة قائله " متغامرش وإذا حدث شئ إرجع للوراء وخد بالك من نفسك"، ولكنه أجابها أنه لن يتراجع وسيكون في الصفوف الأمامية لفداء بلده بروحه، أن اقتدي الأمر، وقد كان وراح " أشرف فداء البلد كما يريد". وقال علاء أبو المجد، أحد جيران الشهيد، أن الشهيد كان يتمتع بحسن الخلق بين أبناء القرية، كما كان ملتزم بالفروض وأداء الصلوات في أوقاتها، وكان مثالًا للشاب المهذب المصلي الخلوق المحترم ويحافظ على العلاقات الطيبة مع الجميع،وقد هز خبر استشهاده جميع أبناء القرية وبكاه الجميع، ولا نتذكر له تصرفا سيئا قام به فهو كان مؤدب للغاية وعمره ما أساء إلى أحد، مختتما ربنا يرحمه ويلحقنا به على خير". فيما أكد أقارب أشرف أنه علم بعض شباب النجع الصلاة التي كان دائما يحثهم على أدائها في أوقاتها، مشيرين إلى أن الشهيد لم يكن يعيش مثل حياة الشباب التي يشوبها بعض الطيش وكانت تنطبق عليه مواصفات ابن الموت، كما أنهم سعداء باستشهاده، ولكنهم حزينون على فراقه خاصة أنهم لم يروا له مثيلا في أدبه واحترامه. رحل الشهيد، ولكنه ترك سيرة طيبة عطرة في قلوب كل من عرفه ومن لا يعرفه وبرهن على هذا الجنازة المهيبة التي زف من خلالها الشهيد إلى جنة رضوان ربه رحم الله الشهيد وألهم أسرته الصبر والسلوان.