في خطاب ترشيحها لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية تعهدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لايين بالاهتمام بملف المناخ، ودعمها للوصول الى هدف قارة خالية من الكربون بحلول العام 2050 وهو ما سيدرج في "أول قانون أوروبي حول المناخ"، والعمل على خفض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون بنسبة 50% في العام 2030 لتصل الى 55%، كما وعدت بالنظر في تحديد موعد جديد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي المحدد حاليا بنهاية اكتوبر المقبل، بالرغم من اعتراضات النواب الداعمين للخروج البريطاني. كذلك تعهدت دير لين بالتوصل الى حق لجوء أوروبي، والاعتراف بحق المبادرة للبرلمان الاوروبي واتفاقية حول مستقبل أوروبا ونظام ضمان أوروبي للعاطلين عن العمل لمساعدة الدول التي تشهد أزمات. وللفوز بالمنصب عليها الحصول على 374 صوتا علي الأقل لكي تنتخب رئيسة للمفوضية الاوروبية، وإذا فشلت ان تحصل على مهلة ثانية، وسيكون أمام المجلس الأوروبي فرصة لاختيار مرشح آخر. ورغم الترحيب والتصفيق الحار الذي حصلت عليه خلال القاء كلمتها اليوم، إلا أن الفوز بالمنصب الأوروبي الرفيع محل شكوك، في الوقت الذي أعلن فيه حزب "البديل من أجل ألمانيا" عن رفضه التصويت لدير لين، ورفض ما أشارت إليه في برنامجها. من جانبه علق جورج موثن، المتحدث الرسمي باسم الحزب ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب بالبرلمان الأوروبي أن ظهور فون دير لين بهذا الخطاب يثبت قناعة حزبه بعدم التصويت لها، حيث تعهدت بالعديد من الأمور التي لا يمكن تصديقها، كما أنها سوف تتخذ اجراءات صارمة ضد المجر وبولندا نتيجة مواقفهم من أزمة اللاجئين. ويبدو أن الصفقة التي جاءت بها فون دير لين لا تزال محل جدل، وسط انقسام الكتل السياسية داخل البرلمان الأوروبي، حيث تتخذ الكتل الضعبوية والاشتراكية موقفا حادا من المرشحة الألمانية، إلي جانب كتل ليبرالية تتوجس من برنامجها لهذا المنصي. حزبا البديل والخضر بألمانيا ليسا وحدهم من يرفضون ترشيح وزيرة الدفاع، ويتخذ الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني شريك الائتلاف الحكام موقفا معارضا من ترشيح دير لين، في لم تحسم كتلة الاشتراكيين والليبراليين الوسطيين المدعومين من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون موقفهم. في حين تراهن فون دير لين علي أنها أول امرأة تتولي المنصب في حال انتخابها، كما أنها أعلنت عزمها استقالتها من منصبها كوزير للدفاع بالحكومة الألمانية بغض النظر عما تسفر إليه نتيجة الانتخابات التي تجري مساء اليوم الثلاثاء.