صدر كتاب "حكاية حي مصر القديمة" للدكتور خالد أبو الروس ضمن سلسلة "حكاية مصر" التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويتناول مدينة الفسطاط، الواقعة على الضفة الشرقية لنهر النيل، ومن ملحقاتها جزيرة الروضة التي يفصلها عنها أحد افرع النهر، ولذلك هي ذات موقع جغرافي متميز حيث تطل على منفذ مائي سهل عليها الاتصال بالخارج ونشر العمران في ربوعها. يقع الكتاب في 168 صفحة من القطع الصغير، ويشمل التمهيد وثلاثة فصول، ويتناول الفصل الأول حي مصر القديمة من منظور عمراني، بينما يتناول الفصل الثاني النظام الإداري فيما يتناول الفصل الثالث والأخير الزراعة والصناعة، ثم الخاتمة. يقول الكاتب في مقدمته: "شرع عمرو بن العاص بعد عودته من الإسكندرية واتمام فتح مصر في تخطيط الفسطاط عام 21 هجرية الموافق 641 ميلادية لتكون أولى عواصم مصر الإسلامية وهي تقع إلى الشمال من مدينة بابليون العتيقة بمسافة 420 مترا، حيث عسكرت قوات عمرو للمرة الأولى وذلك بهدف جعلها دار مستقر للقبائل العربية". ويوضح الكتاب أن هناك رأيا يؤكد أن الذي قام بتنفيذ تخطيط الفسطاط هم القبط لدرايتهم بفن العمارة التي كان يجهلها العرب، فيما يؤكد كثير من المؤرخين، وعلى رأسهم عبد الرحمن زكي، أن تخطيط الفسطاط في ذلك العهد لم يكن من التعقيد بحيث يحتاج إلى معماريين مهرة من القبط.