تمتلك مجموعة من نجوم الفن، الموهبة والإبداع، والحضور المتميز، غير أن الحظ لم يحالفهم فى الظهور إلى عالم الشهرة والنجومية إلا بعد تقدمهم فى العمر، فرغم موهبتهم الفنية التى لا يختلف عليها أحد ونيلهم إعجاب الجماهير والنقاد، فإن القدر لم يمنحهم فرصة النجومية إلا فى وقت متأخر، ووصلوا إلى عرش الشهرة وهم كبار السن، لكنهم استطاعوا أن يضعوا بصمة قوية فى عالم الفن، ورسخوا فى أذهان الجماهير بأعمالهم الفنية، ويأتى فى مقدمة هؤلاء النجوم الفنان الراحل محمد أبوالوفا، والذى وافته المنية مؤخرًا، بعد تعرضه لأزمة صحية، وتم نقله إلى غرفة العناية المركزة، ورحل عن عالمنا دون سابق إنذار. محمد أبوالوفا وبدأ أبوالوفا شهرته الفنية متأخرًا عن باقى أبناء جيله، رغم أن عشقه للفن بدأ مع الطفولة، وأراد الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، إلا أن والده رفض، وطلب منه أن يختار بين مجالى التدريس والمحاماة، فاختار الأول، وعمل كمدرس، إلا أنه ظل يمارس هوايته من خلال فرق الهواة والثقافة الجماهيرية، وبدأ أبوالوفا رحلته مع الفن مبكرًا، حيث التحق بفرق شباب الجامعة، وكانت بداياته الفنية من خلال العروض المسرحية بقصور الثقافة فى محافظة الفيوم، وعلى مدار 11 عامًا، كان بطلًا فى قصر الثقافة، لكن لم يعرفه أحد، واكتشفه الفنان الكبير يحيى الفخرانى عندما شاهده على أحد المسارح، وشاركه فى عام 2005 فى مسلسل «المرسى والبحار»، لتتوالى أعماله بعدها ما بين السينما والتليفزيون، وبسبب جسده الأسمر النحيل والطويل، فقد انحصرت كثير من أدواره فى الشر، ورغم أن جميع أدواره كانت فى الأدوار الثانية فإنه استطاع أن يترك بصمة قوية على الشاشة نالت إعجاب الجماهير. وقدم محمد أبوالوفا منذ سنة 2005 وحتى وفاته، حوالى 73 عملًا فنيًا ما بين الدرامى والسينمائي، منها «شرف فتح الباب» و«الخواجة عبدالقادر» و«فرقة ناجى عطا الله» و«العراف» و«أستاذ ورئيس قسم» و«يونس ولد فضة» و«شهادة ميلاد» و«ابن حلال» و«القيصر» و«الميزان» و«الشارع اللى ورانا»، ولا أحد ينسى شخصية «الريس جمعة» التى قدمها فى فيلم «الجزيرة»، ويعرض له حاليًا على إحدى القنوات المشفرة الجزء الثانى من مسلسل «أفراح إبليس». الفنان بيومى فؤاد والفنان بيومى فؤاد الذى اكتسب شهرة واسعة، وانطلق فى كل الاتجاهات، مسرح، سينما، دراما، إعلانات، حتى إنه ظهر محللًا لكرة القدم على قناة النادى الأهلي. وقد درس فؤاد فى مركز الإبداع الفنى قسم إخراج، ثم عمل بالسينما فى أدوار صغيرة فى أفلام مثل «احكى يا شهرزاد» 2009 وفيلم «أسماء» إضافة إلى أعمال درامية مثل «أبواب الخوف» و«اسم مؤقت»، وزادت شهرته مع الفنان أحمد مكى أثناء مشاركته معه فى مسلسل «الكبير قوي» بأجزائه الخمسة، وحقق نجاحًا كبيرًا عام 2013 بمشاركته فى مسلسل «موجة حارة» فى شخصية سيد العجاتي. الفنان سيد رجب كما نال الفنان سيد رجب النجومية فى عمر متقدم أيضًا رغم نضوجه الفنى وموهبته، وحضوره المتميز، فلا أحد يستطيع أن ينسى شخصية «المعلم صقر» فى فيلم «ولاد رزق» وجملته الشهيرة «غشيم يا رضا» وشخصية «هتلر» فى مسلسل «نسر الصعيد»، وشخصية «اللواء حافظ» فى فيلم «طلق صناعي»، وغيرها، حيث استطاع رجب الجمع بين الأداء الفنى القوى الذى يجعله مرضيًا والأداء الفنى المتمكن الذى جعل الجماهير والمنتجين فى شوق ولهفة دائمين إليه، وقد بدأ رجب مشواره المهنى فى المسرح، حيث عمل لسنوات طويلة فى مجال المسرح التجريبى والحر، وقدم العروض المسرحية داخل وخارج مصر، لكن علاقته مع السينما بدأت بفيلم «إبراهيم الأبيض» 2009 ثم فيلم «الشوق» 2011، وفى رمضان 2013 قام ببطولة ثلاث مسلسلات هى «فرعون» و«آسيا» و«موجة حارة»، والأخير ساهم فى زيادة شعبيته بعد تحقيقه النجاح على المستويين النقدى والجماهيري. ولا أحد ينسى الفنان الذى لعب دور والد أحمد حلمى فى فيلم «1000 مبروك» وهو الفنان محمود الفيشاوى الذى ظهر كوجه جديد من خلال فيلم «1000 مبروك» وقدم بعدها إعلانًا مع الفنان أحمد مكي، وتوفى الفيشاوى بعدها فى 18 يناير 2010، عن عمر يناهز الستين عامًا إثر إصابته بذبحة صدرية. كما استطاعت الفنانة ليلى عز العرب أن تلفت الأنظار إليها رغم تقدمها فى العمر من خلال دورها فى فيلم «1000 مبروك» جعلها مطلوبة فى السينما والتليفزيون بشكل كبير، ورغم أنها حازت على درجة الدكتوراه، وتم تعيينها بعد التخرج فى أحد البنوك وشغلت لسنوات طويلة عددًا من المناصب المرموقة فى كبرى الشركات والبنوك فإنها فى عام 2000 التحقت بدورة فى مجال التمثيل بقصر السينما، وتدربت على يد الفنان الراحل سعد أردش، وخلال هذه الفترة ظهرت فى بضعة أدوار صغيرة فى عدد من اﻷعمال، منها مسلسل «اﻷصدقاء» وفيلم «إسكندرية - نيويورك» مع المخرج يوسف شاهين، حتى وقع الاختيار عليها لتؤدى شخصية اﻷم فى فيلم «1000 مبروك» مع حلمي، ونالت شعبية كبيرة فى التليفزيون من خلال شخصية «سامانثا» التى قدمتها فى مسلسل «الكبير أوي» مع مكي. الفنان الراحل يوسف عيد وأيضًا الفنان الراحل يوسف عيد الذى امتلك موهبة فنيه كبيرة وقد اشتهر بخفة الدم وإلقاء المونولوج، إلا أن شهرته جاءت فى وقت متأخر من عمره، حيث بدأ مشواره الفنى من خلال مسرحية «نحن لا نحب الكوسا»، واشتهر بأداء الأدوار الكوميدية الصغيرة، وشارك فى العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية، منها فيلم «الناظر» وفيلم «التجربة الدنماركية»، وفيلم «الحرب العالمية التالتة»، و«بوبوس»، ومسرحية «شارع محمد علي»، وقدم خلال مشواره الفنى 258 عملًا بين السينما والمسرح والتليفزيون، ورحل فى 22 سبتمبر 2014. وأخيرًا الفنان الراحل حسن عابدين، فقد تأخر أيضًا فى الظهور على الشاشة، وبدأ حياته الفنية فى المسرح العسكرى عندما كان متطوعًا فى القوات المسلحة المصرية، وبعد أن لفت الأنظار من خلال مشاركته فى مسرحية «نرجس» مع سهير البابلى عام 1975 نال عابدين شهرة كبيرة، وقد حقق النجاح وهو فى العقد الرابع من عمره من خلال مسلسل «فرصة العمر»، كما قدم العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات التى كان يظهر فيها رجلًا كبيرًا وليس شابًا.